الكاتب: أمير تاج السر
التقييم:5
تاريخ النشر: 23-4-2019
أتذكّر، بشيء من الاستغراب، ما فعله عبد العظيم شوداك الميكانيكيّ الأربعينيّ الأعرج، شبه الأصمّ، الذي عُثر عليه مرّة داخل حجرة التوليد، تفوح من جلده رائحة الشحم وزيوت المحرّكات القديمة، وهو يضع على عينيه نظّارة بزجاج رقيق من تلك التي تستخدم في القراءة، وتباع في أيّ مكان، ويحيط رقبته بسمّاعة طبّيّة مشقّقة، عثر عليها كما يبدو في أحد المكاتب المفتوحة بلا رقابة، ويضع في يده اليمنى قفّازًا من المطّاط السميك لم يكن يُستخدم في الفحص النسائيّ أبدًا، ولكن غالبًا عند عمّال المجاري، وفي البيوت، لحماية اليدين عند غسيل الحلل والأطباق. كان يتنقّل بين النزيلات الغارقات في الألم والدم، بوصفه طبيبًا للنساء والتوليد، وقد راقب المكان حتّى تأكّد تمامًا من عدم وجود ممرّضة أو داية أو ط