الكاتب: أمل دنقل
التقييم:4.42
كلمات سبارتاكوس الاخيرة - كاملة بصوت أمل دنقل<br /><br />( مزج أوّل ) <br /><br />المجد للشيطان .. معبود الرياح<br /><br />من قال “ لا “ في وجه من قالوا “ نعم “<br /><br />من علّم الإنسان تمزيق العدم<br /><br />من قال “ لا “ .. فلم يمت ,<br /><br />وظلّ روحا أبديّة الألم <br /><br />( مزج ثان ) <br /><br />معلّق أنا على مشانق الصباح<br /><br />و جبهتي – بالموت – محنيّة<br /><br />لأنّني لم أحنها .. حيّه <br /><br />… …<br /><br />يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين<br /><br />منحدرين في نهاية المساء<br /><br />في شارع الاسكندر الأكبر <br /><br />لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ<br /><br />لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر<br /><br />فلترفعوا عيونكم إليّ<br /><br />لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ<br /><br />يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه <br /><br />” سيزيف “ لم تعد على أكتافه الصّخره<br /><br />يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق<br /><br />و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش<br /><br />لأنّ من يقول “ لا “ لا يرتوي إلاّ من الدموع <br /><br />.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق<br /><br />فسوف تنتهون مثله .. غدا<br /><br />و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق<br /><br />فسوف تنتهون ها هنا .. غدا<br /><br />فالانحناء مرّ ..<br /><br />و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى<br /><br />فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع<br /><br />و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع<br /><br />فعلّموه الانحناء <br /><br />علّموه الانحناء <br /><br />الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا <br /><br />و الودعاء الطيّبون ..<br /><br />هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى<br /><br />لأنّهم .. لا يشنقون <br /><br />فعلّموه الانحناء ..<br /><br />و ليس ثمّ من مفر<br /><br />لا تحلموا بعالم سعيد<br /><br />فخلف كلّ قيصر يموت قيصر جديد <br /><br />وخلف كلّ ثائر يموت أحزان بلا جدوى ..<br /><br />و دمعة سدى <br /><br />( مزج ثالث ) <br /><br />يا قيصر العظيم قد أخطأت .. إنّي أعترف<br /><br />دعني- على مشنقتي – ألثم يدك<br /><br />ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف<br /><br />فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك<br /><br />دعني أكفّر عن خطيئتي<br /><br />أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي<br /><br />تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ<br /><br />.. فان فعلت ما أريد <br /><br />إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد<br /><br />و هل ترى منحتني “ الوجود “ كي تسلبني “ الوجود “<br /><br />فقل لهم قد مات .. غير حاقد عليّ<br /><br />و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –<br /><br />وثيقة الغفران لي<br /><br />يا قاتلي إنّي صفحت عنك ..<br /><br />في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي <br /><br />استرحت منك <br /><br />لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع<br /><br />أن ترحم الشّجر <br /><br />لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا<br /><br />لا تقطع الجذوع<br /><br />فربّما يأتي الربيع<br /><br />” و العام عام جوع “<br /><br />فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر <br /><br />وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر<br /><br />فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال<br /><br />فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال<br /><br />و الظمأ الناريّ في الضلوع <br /><br />يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..<br /><br />يا قيصر الصقيع <br /><br />( مزج رابع ) <br /><br />يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء<br /><br />منحدرين في نهاية المساء<br /><br />لا تحلموا بعالم سعيد ..<br /><br />فخلف كلّ قيصر يموت قيصر جديد .<br /><br />و إن رأيتم في الطريق “ هانيبال “<br /><br />فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب “ روما “ المجهدة<br /><br />و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال<br /><br />و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة<br /><br />ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..<br /><br />ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة<br /><br />لكن “ هانيبال “ ما جاءت جنوده المجنّدة<br /><br />فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..<br /><br />لكنّه لم يأت <br /><br />و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت<br /><br />و في المدى “ قرطاجه “ بالنار تحترق<br /><br />” قرطاجه “ كانت ضمير الشمس قد تعلّمت معنى الركوع<br /><br />و العنكبوت فوق أعناق الرجال<br /><br />و الكلمات تختنق<br /><br />يا اخوتي قرطاجة العذراء تحترق<br /><br />فقبّلوا زوجاتكم ،<br /><br />إنّي تركت زوجتي بلا وداع<br /><br />و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع<br /><br />فعلّموه الانحناء ..<br /><br />علّموه الانحناء ..<br /><br />علّموه الانحناء ..