تحميل كتاب ضميرستين pdf

تحميل كتاب ضميرستين pdf

الكاتب: حياة الياقوت

التقييم:4.83

تاريخ النشر: 3-2018
Goodreads

تستريح يقظانة على أريكة من الصعب تحديد لونها لشدة اهترائها. يلحق بها الكائن ويجلس على مسند اليد من الأريكة. <br />الكائن أنتم البشر -ومنذ عقود- تعيشون أزمة ضمير حين تخلّيتم عن ضمائركم. لطالما عرف التاريخ حالات يتخلى فيها البشري عن ضميره، لكن ما حدث مؤخرا كان تخليا مكثّفا ومُمنهجا من قبل السواد الأعظم عن ضمائرهم. وإزاء هذه الأعمال الاستفزازية، ما كان من معظمنا -نحن الضمائر- إلا أن تركنا عالمكم واحدا تلو الآخر، وأخذنا نهيم على وجوهنا. والمصيبة أنّ الضمير إن لم يجد له وطنا جديدا -أي إنسانا يقيم فيه ويقوّمه- يموت ضمورا.<br />أما القلة القليلة من الضمائر التي رفضت ترك أصحابها/أوطانها، فقد أصابتهم أدواء لا تحصى، وتغيرت تركيبتهم الوراثية وتحولوا إلى في النهاية إلى مُسُوخ. مساكين لقد قاسوا الكثير، مثل متلازمة نقص المناعة الضميرية، وهشاشة الضمير، ونقص الصفيحات الضميرية، وفقر التروية الضميرية، والفتق في الحاجز الضميري، وغيرها كثير. <br />ووفقا لحساباتي البالغة الدقة، فأنا آخر نسل السلالة الضميرية. لقد قيّض الله لي العلبة تلك، ليحفظني الزيت إلى أزوف اللحظة الملائمة. يجب أن تساعديني. وإلّا تفعلي، أكُنْ من السلالة الضامرة لا الضميرية لقد ساقك الله لي لتعينيني مرتين. أولاهما بأن أخرجتِني من علبة الزيت، أما الثانية فستكون بمساعدتي كي أكبر وأتعزز ويزداد حجمي وأتكاثر لأعود وبني جنسي إلى أوطاننا الطبيعية داخل كل إنسان.<br />يقظانة ماذا؟ أتريدني مثلا أن أتحول إلى خاطبة فأبحث لك عن “ضميرة” تتزوجها لتتناسل وتتكاثر؟ بل ولربما أسست دولة “ضميرستان” أيضا. إليكَ عني، عندي من الهم ما يكفيني.<br />الكائن قَهٍ، قَهٍ، قَه أعجبتني “ضميرستان”، لكن نكبتي أكبر من أن أبحث عن مُلك، أنا أبحث عن الخلاص، وفي خلاصي خلاصكم.<br />يقظانة هل قلت نكبة؟ إذا، وبدلا من “ضميرستان”، فلتكن “ضميرستين”<br />يحدّجها الضمير بنظرة مترعة بالذهول والتوجس.

Your browser is out-of-date!

Update your browser to view this website correctly. Update my browser now

×