الكاتب: ياسر ثابت
التقييم:3.29
تاريخ النشر: 6-2013
هذه صفحات عن شهور الريبة.<br />تلك الشهور القصيرة التي خاض خلالها المصريون، على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم، رحلة طويلة في مجاهل القلق والتخبط والإحباط، وعاشوا باحثين عن الحقيقة وساعين إليها، وسط حالة من الاستقطاب والصدام والشقاق لم يسبق لها مثيل.<br />في تلك الشهور التي استهل بها الرئيس محمد مرسي عهده وعامه الأول في الحُكم، وقعت أزمات لا لزوم لغالبيتها، وسالت دماء لم يكن من المقبول بأي حال أن تُراق في الشوارع والميادين وأمام قصر الرئاسة، واشتعلت النار في ثوب مصر، من دون أن يهب أحدٌ لإخمادها قبل أن تلتهم جسد الوطن.<br />وإذا كان قسمٌ كبير من الشعب المصري قد تطلع بتفاؤل وآمال عريضة إلى عهد أول رئيس مدني منتخب في مصر، فإننا شهدنا فجوة بين الآمال والتوقعات من جهة والواقع والممارسة من جهة أخرى، وسارت الأمور في طريق أورث مزيدًا من الخلاف وراكم مزيدًا من الاستقطاب والتنازع، وحرَّض على ظهور حمقى يريدون خرق سفينة الوطن.<br />يمثل هذا الكتاب وقفة متأنية مع الأداء والسياسات في عهد مرسي؛ إذ خرجنا من إدارة المرحلة الانتقالية من الإدارة بالكوارث الى إدارة الفرص الضائعة وهدر الإمكانية، فلم تعد الدولة تحقق المصلحة، وعجزت عن توفير الأمن، وضمان العدل، ودعم التحول الديمقراطي، وتحقيق المساواة بين المواطنين وتطبيق مفهوم المواطنة على النحو الصحيح، وقصرت الدولة عن حماية الموارد، فلم نجد استثمارًا ناجحـًا في التنمية البشرية، ولا استحداثـًا لفرص عمل كافية، ولا إقامة مشروعات تحقق النهضة المأمولة والتقدم المنشود.