الكاتب: يوسف المحيميد
التقييم:2.85
تاريخ النشر: 1-9-2005
أخي يفتش عن رامبو “أخي لم يعد أخي، وعيناه لم تعودا تصطادان الأفكار الطائشة في البيوت ذات الأسوار العالية، وقلبه لم يعد يرفرف قلقاً كجناحي طير. صار بليداً وخاملاً، ويحدق في الفراغ. <br /><br />أخي لم يعد أخي، وأذناه لم تعودا وردتين تتفتحان مع الموسيقى. صار يهتاج كلما سمع صوت قطرة ماء، أو خشخشة في الشارع، أو تغريد طير الكناري الأصفر في قفصه المعلق في المطبخ. <br /><br />أخي لم يعد أخي، منذ أن أعادوه إلينا، لم يعد يكترث بأوراقه وغرفته وطاولة الكتابة، حتى صور الكتّاب والفنانين الملصقة على جدران غرفته تحررت وهبطت من جدرانها ومضت. ذات ليل، شاهدت فوكنر بصحبة ماركيز، وهما يُخرجان القرى والمدن من غرفة أخي، وبعد ساعات قليلة كان آرثر رامبو أيضاً بشعره المصفوف بعناية يخرج من الباب لاعناً كل شيء.<br />