تحميل كتاب 101 نصيحة لسعادة الزوجين pdf
الكاتب: Ali Khamenei
التقييم:4.15
المقدمة
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
لعلّنا كثيراً ما قرأنا هذه الآية المباركة، أو تردّدت في أسماعنا عند كلّ زفاف، ولعلّنا فكّرنا أيضاً في معناها وتفسيرها، ولكن كلام الله بحر لا ينفد، وقعره عمق لا يدرك، وكلّ مَن دخل فيه خرج بحلّة جديدة. ولو سلّطنا الضوء في هذه الآية على كلمة “ مودّة ورحمة “ لوجدنا أنّ بناء الأسرة كما يريده الله سبحانه لا بدّ أن يكون على هذين الركنين العظيمين، وإنّ أيّ أسرة تفقد أساس المودّة أو أساس الرحمة تُهدّد بالتدمير، ولم تبق أسرة، وتتحوّل إلى علاقة ماديّة بين الزوجين، أو علاقة تسلّط وسيطرة من طرف على طرف، بينما نلاحظ أنّ الأسرة الّتي تسودها المودّة، يبذل فيها الزوج أغلى ما عنده لزوجه لا لشيء ماديّ، ولا يريد منه أجراً أو جزاءً، وإنّما فقط لأنّه يحبّه، بل قد تترقّى هذه المودّة عبر المعاشرة،بمرور الوقت، لتصبح العلاقة هي علاقة الرحمة والأنس، لا كما يظنّ بعض الناس من أنّ الزواج “مقبرة الحب ّ”، كلّا، الزواج المبنيّ على المودّة والرحمة لا يكون مقبرة الحبّ، بل يصبح الزوج لا يستطيع العيش من دون زوجه ولو للحظات.
وقد تؤدّي الظروف إلى مرض أحد الزوجين مرضاً عضالاً، أو تصيبه عاهة جسديّة، فالزواج المبنيّ على الرحمة لا يتخلّى فيه الزوج عن زوجه المصاب، مهما كلّفته الإصابة، لأنّه يتعامل معه معاملة الرحمة. فالرحمة أرقى وأسمى وأوسع بكثير من مفهوم الحبّ.
هكذا بنى الإسلام العلاقة الزوجيّة، وهكذا أسّس الأسرة، ولأجل أن تكون أُسرنا الحبيبة في مجتمعنا تنعم بالدفء والمودّة والسعادة. اخترنا أهمّ النصائح التي كان كان يقدّمها وليّ أمر المسلمين السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله، للزوجين قبل عقد زواجهما، ليبنيا حياتهما على أساس الوعي المعيشيّ.
والإدراك لهذا البناء الجديد، ولهذه الأسرة الواعدة.
على أمل أن يكون هذا العمل مساهماً في الهدف الذي نرنو إليه، وهو سعادة الزوجين في كلّ بيت، وعلى أمل أن ننال بهذا الجهد رضى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
مركز نون للتأليف والترجمة