الكاتب: برهان غليون
التقييم:0
تاريخ النشر: 1-1-2012
ليست التعددية الدينية هي السبب في إضعاف الدولة القومية أو الوطنية، وإنما غياب الطابع الوطني والقومي الحقيقي لهذه الدولة. وهو السبب الرئيسي في تثبيت التمايزات الطائفية والعشائرية، وأحيانًا في إعادة إحيائها وفي الاستثمار الرمزي والسياسي والاجتماعي المبالغ فيه وتحويله إلى أدوات وأطر للصراع الاجتماعي والسياسي، أي إلى دول داخل الدولة وعصبيات خاصة تنافس العصبية القانونية العامة التي تجسدها الدولة الأمة. فغياب الدولة الأمة يعني غياب دولة المواطنة التي تعني قبل أي شيء أخر ضمان الحياة الكريمة للجميع، والحرية لكل فرد، والمساواة الفعلية أمام القانون، والمشاركة العملية في القرار. غياب مثل هذه الشروط عن السلطة العمومية يجعل الدولة الحديثة، بما توفره لها الحضارة الصن