الكاتب: Heba Abdel Aleem
التقييم:4
تاريخ النشر: 4-2012
عن دار الحياة للنشر ، و بمقدمة استثنائية كتبتها د.رضوى عاشور ، يصدر كتاب “يوميات الغضب .. شهادات حية من ميادين مصر الثورة” ، رصد 18 يوم من تاريخ مصر ، مع التركيز على فكرة هامة ، ان ثورة 25 يناير لم تكن القاهرة او ميدان التحرير فحسب ، لذا يشارك فى الكتاب عدد من المدونين و الصحفيين و النشطاء من خارج القاهرة من اجل تقديم شهادة لما جرى فى بعض المحافظات للمرة الاولي
فى كتاب من اعداد المدونة هبه عبد العليم ، اخيرا تعود سلمي صلاح بعد مجموعتها القصصية “خروج” فى نص ثورى جديد ، و تقدم ملكة بدر لمحة من موقعة الجمل وسط الحطام بـ ميدان التحرير ، بينما يقص علينا الناشط محمد ابو الغيط صاحب الصيحة الشهيرة “الفقراء اولاً” للمرة الأولى كيف تم اعتقاله فى اسيوط عشية جمعة الغضب
الكاتب الساخر عمرو عز الدين يقص علينا كيف عاشت الاسكندرية ليلة التنحي ، وفرحة ذهاب المخلوع بغير رجعة الى شرم الشيخ
بينما يحكى الناشط احمد علي قصة الثورة فى الاسكندرية منذ وقفات خالد سعيد الصامتة و حتى يوم التنحي ، فى شهادة ترصد كل ما جرى فى العاصمة الثانية عشية الثورة ، الى ان انتصرت
أحمد كامل صاحب ديوان “ملك على الذكرى” .. يقص لنا موقعة الجمل كما عاشها منذ اللحظة الاولي
مصطفى رزق يقص لنا تفاصيل عبور كوبرى قصر النيل ، الموقعة التى نراها من اعلى فى ملفات الفيديو ، و كيف وصلوا الى ميدان التحرير ، ثم يقص لنا الاعتصام و ليالى السهر حتى يوم التنحي
أحمد جمال سعد الدين صاحب مدونة مجاز مرسل يقص لنا ما جرى فى الشرقية ، بعيداً عن كاميرات الاعلام و اقلام الصحافة
سمية ربيع تقص ثلاثة لحظات مرت على ميدان التحرير
شادى عبد العزيز الذى عرفناه قاصاً فى المسابقات الأدبية ، يحكي ما جرى فى المنصورة
و تحكى مى فتحي مشاعر فتاة مرت الثورة اسفل نافذتها فى الدقهلية
آيه عبد الحكيم ترصد الصعيد و ما جرى فى اسيوط ، و كيف اعتقلت لفترة فى الايام الاولي للثورة
منه الله محيي تقص لنا حكايات ميدان الممر فى الاسماعيلية
خلود و محمد عيسي من السويس الباسلة ، حلقة غير معروفة حتى اليوم من عاصمة الثورة المصرية
احمد عادل الفقي يرصد لنا يوميات الثورة فى طنطا
احمد جمعة يقص لنا مطاردات الأمن للثوار تحت ساتر الظلام فى ازقة القاهرة يوم 28 يناير
و لم تنس هبه عبد العليم التى قامت بتجميع الشهادات ، ان تقص كيف مرت ايام الثورة بين اليأس و الفرح و الحزن ، ثم بهجة الانتصار وسط ميدان التحرير يوم التنحي
ثم يأتى تصميم صاخب لغلاف الكتاب ، عبر اصابع الفنان الأستاذ أحمد مراد
و اخيراً .. مقدمة ثورية بقلم د.رضوى عاشور ، تشخص ما نشر من شهادات فى الكتاب ، نقرأ منها
قرأت الشهادات مرتين وتساءلت إن كان مقبولا أو مبررًا أن أقدمها، ففيها من البلاغة والقوة ما يغني عن أي تقديم. وليست البلاغة هنا هي قوة التعبير أو إتقان حرفة الكتابة، بل الدقة المتناهية في نقل حدث كبير، ومشاعر من شاركوا فيه قوس واسع يتداخل فيه التردد والإقدام، والشك والقلق، وخوف يوشك أن يتحوَّل إلى يأس، يناطحُهُ ويغلبُهُ عزمٌ وغضبٌ واندفاعٌ وفرح يحتفي باكتشاف الانتماء لمجموع قادر على إملاء إرادته.
