تحميل كتاب واحد مصري - خطاب مفتوح إلى رئيس مصر pdf

تحميل كتاب واحد مصري - خطاب مفتوح إلى رئيس مصر pdf

الكاتب: وليد علاء الدين

التقييم:3.25

تاريخ النشر: 28-4-2015
Goodreads

لم تكن في نيتي نشر هذا الكتاب.

ظللت لفترة طويلة أقاوم هذه الفكرة على الرغم من اتفاق الكثير من الأصدقاء الذين أثق في آراءهم على أهمية ذلك.

كانت مقاومتي في الأساس نابعة من كون المقالة الصحفية عادة ما تكون كتابة تفريغ شحنة كرد فعل على الأحداث اليومية، لذلك ينظر إليها الكثيرون مثل نظرتهم إلى الأحداث التي أثارتها؛ خبر ويمر.

وفي الحقيقة فإن الكثير من الكتابات الصحفية ومقالات الرأي لا تخرج عن هذا الإطار، ولكن في المقابل كثيرٌ من مقالات الرأي تحمل أفكارًا تكتسب أهمية تفوق بكثير وقتها، لأنها تتعامل مع الأحداث اليومية بوصفها مثيرات تفتح الحديث في أمور لا مفر من مناقشتها وطرحها واقتراح حلول لها، أمور تتجاوز اليومي والخبري لتبحث في ما هو أعمق، في ما إذا لم ننتبه إليه فسوف يتكرر الحدث مرات ومرات ونظل نراه يتكرر كثيرًا إلى أن يقع في دئرة المعتاد وننسى بالأصل كيف نفكر فيه.

الكتابة للصحافة بالفعل عملية تفريغ شحنة، فكرية كانت أم عاطفية، لكن كم من مقالة في التاريخ غيّرت وأثارت وأثّرت؟

كم من فكرة كانت جديرة بالنقاش وإعادة النظر وقادرة على ترك بصمة تغيير، لكنها توارت مع صدور العدد التالي من الصحيفة فلم تعثر في قارئها المأمول؟

هل يصبح النشر في كتاب محاولة لتمديد مساحة الأمل في أن تعثر الفكرة في قارئها ذات يوم؟

نعم، هذ الكتاب هو محاولة للتشبث بحبال الأمل، هو رسالة مفتوحة لشاب مصري ربما يكون ذات يوم رئيسًا لمصر بعد أن نجح المصريون في كسر طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الخامس والعشرين من يناير 2011م وأكدوا ذلك بما لا يدع مجالًا للشك في نيتهم للتغيير في الثلاثين من يونيو 2013م.

ليس الانشغال بالشأن المصري مقتصرًا على الباحثين السياسيين، وليس كل حديث في شأن مصر هو حديث سياسة، وليست السياسة شأنًا قاصرًا على فئة بعينها وليست هي الحكم فقط، الشأن المصري هو المجال الذي يحق لكل مصري -بل يجب عليه- أن يهتم به، كل واحد من زاوية نظره وبخبراته المختلفة.

في هذا الكتاب، أنا “واحد مصري”، وهي صفة تثير الفخر في جنبات روحي، ولكنها كذلك تثير بداخلي غيرة على حال المصريين الذين يستحقون الأفضل. نحن نستحق الأفضل، وهذ الكتاب إنما هو ممارسة لواجبي وحقي في الاهتمام بالشأن المصري سعيًا وراء هذا الأفضل.

وسوف أترك التواضع جانبًا لأقول إن ما تضمه دفتي هذا الكتاب هو أفكار لا تموت، ولا تسقط بالتقادم، ولا تنتهي بانتهاء الحدث الذي أثارها، هي صحيح شحنات عاطفية قد يصفها البعض بالانطباع، ولكن من قال إن الانطباع عيب طالما هو خارج عن خبرة ودراية وراءهما اجتهاد في الفهم والتحصيل، وقبل كل ذلك نية صادقة