تحميل كتاب هي قالت هذا pdf

تحميل كتاب هي قالت هذا pdf

الكاتب: فهد العتيق

التقييم:3.76

تاريخ النشر: 2007
Goodreads

ثمة جوانب لدى الأجيال القديمة والجديدة في المملكة العربية السعودية التي تسارعت حولها التحولاتُ الاجتماعية والإبداعية فتركت آثاراً فيها. ولنأخذ بعضَ الأسماء ومنها الكاتب فهد العتيق ..
نجدُ في قصصِ فهد العتيق تلك التضادات بين الداخل والخارج، بين المثقف والواقع، وإذ يتنوع الداخلُ، البؤرةُ الشخوصيةُ، فإن الخارجَ يتعددُ هو الآخر، الداخلُ المتنوعُ يوحدهُ ضميرُ الراوي المراقبُ المتعددُ الحالات، الواقفُ مشاهداً مُراقباً للأحداث، يرقبُهَا من الخارجِ البعيد، أو يتقربُ منها ويكادُ أن يتدخلَ فيها.
ولهذا فإن قصصَ القاص فهد العتيق تتسمُ بالتوترِ والشفافيةِ والرهافةِ المنسابةِ قريباً من الغنائية، تنثرُ ألفاظاً عن مشهدياتٍ كثيرةٍ غيرِ موجودة، أو تركزُ على واحدةٍ منها تستلُ خيطاً معبراً عن الكثير منها.
قصة (أنفاس الليل) من مجموعة (هي قالت هذا)، (10) تمثلُ لحظةَ شخصٍ تائهٍ في صحراء يبحثُ عن مخرج.
هي لحظةُ ضياعٍ في بريةٍ مشحونةٍ بتساؤلات وجودية عميقة، تلعبُ فيها المشهديةُ المتناميةُ دورَ الكشف في أغوارٍ عائليةٍ متوترة.
الكاتبُ يحشدُ مجموعةً كبيرةً من التساؤلات، عن ذاتهِ المحبطة، وعن أبيه، لكن عبرَ تساؤلاتٍ مجردة، لا تمر لا بحدثٍ، وبتصادمِ شخوصٍ
(بدأت أحاكمُ الرجلَ الذي كنتهُ قبل هذا الضياع)، (بدأتُ البحثَ في الكثير من الأفكار) (11)، (نساء ورجال فقدتهم منذ أزمنة بعيدة (12)، لكن كل هذه تبقى طيوفاً أو مجرد جمل.
لحظةُ الضياعِ في البرية لا تشكلُ حدثاً، ولا تصطدمُ سوى بالفراغ في المكان، وبامتلاءِ الذاكرة غيرِ المُجسدةِ بعلاقة، فنحن أمام صحراوين خارجية وداخلية.
تعتمدُ القصةُ ذات اللغة المتوترةِ الغنائية الواصفة للمكان، المتداخلة مع كلامِ الذات الداخلي، على مشهدٍ عامٍ مفتوح، يبدأ وينتهي بذات النقطة.
(أشعر بأنني أعيش حياة بائسة في عالم كبير)، (عالم لم أشارك في صنعه وليس لي في واقعه رأي)، (13) الصحراءُ والضياعُ والسيارةُ الحديثةُ المتجمدة كلها منمنماتٌ للذاتِ المركزية في القصة هنا، للفئة الوسطى الفردية ذات الأدوات الحديثة واليسر المعيشي والضائعة فكرياً وسياسياً، ذات الحضورِ المُراقب للعالم وغيرِ الفاعلِ والمشارك.
في قصة(هي قالت هذا) نرى الراوي المركزي المراقب وهو ينصتُ للأقوال، ويمشي في الحارة، يسمعُ أخباراً هي جوهرُ الأحداثِ الفاعلة في المكان
(نسمعُ عن ذلك الشاب »منصور«، الذي نسمعه كثيراً ولا نراه كأنه أسطورة من الزمن القديم، يقولون إنه في مساء الجمعة الماضية أشعل النار في جسده، وإن بيتهم تحول إلى كومة رماد)، (14).
الراوي المراقبُ ينتقلُ ويسمع تعليقات أهله، ويقتربُ من البيت ويتلمسه، لا نرى الحريقَ ولا بطلَهُ بل نرى أشياءَ أخرى صغيرة طفلةً، وبقايا سواد، ويتواصلُ الالحاحُ على الحدث من الخارج عبر الصديق المُعلِق هذه المرة الذي يقول إن منصور لم يمت بحريق بل مات بشيء آخر، هذا الشيء الآخر يظل غامضاً، ومقطوع الصلة بالمشهديات الصغيرة التي رصفها الراوي.
ومرة أخرى نجدُ المنتمي شخصية غامضة.
في قصة(أبواب وطرقات حائرة)، نجد الراوي في حالة مراقبة كلية يقف أمام كل باب مسحوراً مبهوراً)، (يراقب خطوات البشر في الطرقات المغلقة)، (يراقب حياة تتحرك حوله)،
عبدالله الخليفة البحرين