تحميل كتاب هويات فائضة .. مواطنة منقوصة pdf
الكاتب: وجيه كوثراني
التقييم:4.00
نبذة النيل والفرات
يطرح “وجيه كوثراني” في كتابه هذا أسئلة عميقة حول مسالة الحضارات وصراعها وصدامها وحوارها عربية، من موقع تهافتها، هذه الأسئلة تشكل مفتحات أو مباحث عدة يمكن حصرها بخمسة كتبها حول أسئلة غطت عقداً من الزمن وفي موضوعات كان الإنشداد إليها أو طرحها يتم في كل مرة يبرز فيها حدث ذو بعد ثقافي أو يكون له تداعيات سجالية فكرية فيختلط فيها التاريخ والذاكرة، كما تتداخل فيها سجالات الإيديولوجيين والسياسيين والمعلقين، ناهيك عن الخبراء والمحللين من كل اختصاص.
فحديثه في مبحثه الأول عن المجال القارئ عالمياً وعن موقع العرب والمسلمين في هذا الإطار المختزل في نظريتين نظرة تقول بصدام الحضارات تواجهها نظرة يحبذها مثقفونا العرب وكثير من الكتاب الأوروبيين تقول بحوار الحضارات، والسؤال هل هذه أو تلك تبصر عن واقع الأشياء مثلاً؟ وأين هي اليوم الحضارة العربية أو الإسلامية القادرة على الحوار أو الصدام؟
أما الحديث عن دحض “نظرية صدام الحضارات” أو عن تبيان لتهافت نظرية “نهاية التاريخ”، أو عن كشف لزيف أو انحياز رسالة المثقفين الأميركيين للعامل الإسلامي بعد 11 أيلولسبتمبر، فإنه قد لا يحمل جديداً إذا اكتفى بالسجال الإيديولوجي. ويحاول المؤلف في مبحثه الثالث الثقافة والثقافة العربية في عصر العولمة مراجعة للمنهج وللمسارات والمقومات، أن يمارس نقداً لما هي عليه ثقافتنا الأهلية، ولما تنتجه من أفكار معيقة للنهوض والتقدم.
وإذا تجري المقارنة بين مشهورين ثقافيين عالميين في العصور الحديثة ثقافة النهضة الأوروبية والأنوار من جهة، حيث يتم البحث عن الآخر لمعرفته، وأحياناً التعلم منه، وأحياناً للسيطرة عليه، ومن جهة أخرى ثقافة المجتمعات الإسلامية الأهلية حيث سادت ثقافة سلطانية ورعوية، يراوح تنوعها بين حدين من المعرفة معرفة فقهية تقليدية فرقية ومذهبية، ومعرفة صوفية طرقية، وكلتاهما اكتنفهما التقليد والإتباع وهيمنت عليها طبائع السمع والطاعة، وادعى أهلها من الفريقين، “تفوقاً” على الآخرين.
والسؤال المعرفي يتمحور حول مدى القدرة على تبيان وتشخيص مأزقها الثقافية اليوم. هل نستمر في تكرار خطا بالعصبية على اختلاف مفرداتها، وفي طليعة هذه المفردات الهوية؟ فأين المشكلة؟ هل هي في ضياء “الهوية”، أم في غياب الانتماء إلى مدينة سياسية، أي مواطنة ودول تحمي المواطن فعلاً قبل أن تدعي حماية دينه أو حراسته أو رفع لواء “هويته”.
وفي المبحث الرابع يتساءل المؤلف ما أسباب العنف في مجتمعاتنا، وما أسباب الحروب الأهلية؟ هل هي مؤامرة خارجية، أم أن ثمة أسباباً تبقى كامنة في اجتماعيات الداخل والثقافة السياسية الأهلية التي تتحكم به، والتي يلحظها نظام العصبيات وأعراف الاستقواء السياسي بالخارج وبالدين. والسؤال الذي يندرج في المبحث الخامس “إشكالية المواطنة والانتماء التمثل”، فتقول لماذا غابت فكرة الوطنية واستعيض عنها بفكرة “الرعية أو التابعية” ولاحقاً “الجماهير”، أهي أعراف ترتبط بها ما بات يعرف في علم الاجتماع السياسي بنظام “الزبائنية” والذي أضحى بدوره آلية من آليات الحكم وبقدر يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أم هي مسألة ثقافية تضرب جذورها في عمق الثقافة السلطانية الرعوية التي أعيد إنتاجها في الدولة العربية الحديثة…