تحميل كتاب هموم الأمة مع نهاية القرن pdf
الكاتب: مجدي أحمد حسين
التقييم:4.20
من يقرأ مقالات الأستاذ مجدى أحمد حسين فور ظهورها فى صحيفة “الشعب” كل أسبوع فإنه يشعر بمتعة كبيرة.. ولكن من يعيد قراءة نفس تلك المقالات بعد مرور سنة أو أكثر فإنه يشعر بمتعة وإثارة أكثر؛ لأنه سوف يكتشف فى تلك القراءة الثانية بُعد نظر هذا الكاتب وقدرته على استقراء أحداث المستقبل؛ نتيجة دراساته وتحليله الجيد لأحداث الماضى والحاضر.. وهذه نعمة وفضل من الله يمنها على المخلصين من عباده.
إنه يؤكد أن الصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع أبدى ومصيرى.. وأن الشعار الذى رفعه السادات وكرره من بعده بعض الزعماء العرب بأن حرب أكتوبر 73 هى آخر الحروب، هو شعار كاذب ومضلل وانهزامى.
إنه يعلن بصراحة وقوة وبحق أن الكفاح المسلح الذى يقوم به المجاهدون فى فلسطين وفى الجنوب اللبنانى هو حق مشروع.. وأن الإرهاب الحقيقى هو ما تقوم به الدولة الصهيونية ضد السكان المدنيين العرب فى الأراضى المحتلة.
ويشير الكاتب بأصبع ثابتة غير مرتعشة ولا خائفة إلى أن حكام الشعب العربى والأمة الإسلامية هم أصل الداء. وهو يحكى لنا كيف أنه أثناء زيارة لبيروت فى شهر أبريل 1996، شاهد من شرفة غرفته بالفندق غارة تقوم بها أربع مروحيات من طراز اباتشى.. ثم شاهد هذه المروحيات وهى تتجه نحو البحر عائدة إلى قواعدها دون أن تتلقى أى عقاب. ثم يعقب الكاتب على هذا المشهد الدرامى فيقول “عندما نقول إن من بين حكام العرب حكاما خونة بكل تأكيد يقولون إننا نسئ الأدب، ونستخدم ألفاظا حادة. والحقيقة أنه لو كانت شرفتى فى الفندق تسع 200 مليون عربى لرؤية هذا الاستعراض الحى لعادوا إلى بلادهم وأكلوا حكامهم بأسنانهم، وحطموا عظامهم بأيديهم.. فأى شرعية حقا لهؤلاء الحكام الذين ركعوا فى محراب أمريكا وإسرائيل.. وبأى حق يتحدثون باسم شعوبهم العربية”.
وفى تعقيبه على خطاب أدلى به الجنرال يهود براك –رئيس الأركان الإسرائيلى- عام 1991، الذى يحدد فيه أهداف إسرائيل الاستراتيجية، والذى يقول فيه إن هدف إسرائيل هو تقليل احتمالات سيطرة الإسلاميين على أى من الأنظمة القائمة فى القطاع الإسلامى الممتد من باكستان حتى مورتانيا، فإن الأستاذ مجدى حسين يعقب على ذلك ساخرا وبجملة واحدة يضعها بين قوسين، وكأنها قد أصبحت حقيقة يعلمها الجميع، وذلك بقوله “ ولنلاحظ التقاء هذا الهدف الصهيونى مع سياسة معظم الأنظمة العربية”.
وفى تعقيبه على موقف مصر من الأحداث التى تجرى على الساحة العربية يقول الكاتب “وحكامنا يريدون أن يلعبوا لعبة مستحيلة، تتمثل فى الىتى يريدون أن يحافظوا على وضع مصر ومكانتها ولم الشمل العربى، والتصدى لوقاحة نتنياهو، ولكن على أرض أمريكية”. ثم يعود ويعقب على موقف مصر من احتلال إريتريا لجزيرة حنيش الكبرى فى البحر الأحمر، الذى تم بتأييد ومساعدة إسرائيلية، فيقول”ومصر هى القائد الغائب، والأب الذى خرج ولم يعد، فحكومتنا لا تدعو ولا تساعد على الصمود بقدر ما تمارس دور الغواية للانضمام إلى ركب الاستسلام”.
وباختصار شديد، فإن الكتاب ملئ بالأحداث والنقد والتحليل.. وقراءته ضرورية لكل من يهتم بشئون وطنه ودينه.
من مقدمة الكتاب بقلم الفريق سعد الدين الشاذلى