تحميل كتاب هكذا تكلم جلال الدين الرومي pdf
الكاتب: محمد حامد
التقييم:2.78
يبقى جـلال الدين أسمى مما ذهب إليه هـؤلاء وأولئك، وبإمكـان أي دارس أن يستجلي كنه هذه الشخصية، استنادًا إلى مميزات فكر هذا الرجل، مستوحيًا تقييمهـا على ضوء الآثار والظروف التاريخية والثقـافية التي عاش فيها، والتي كان للعقـل صولة وسلطان فيها، إلى حـد أن أصبح الشطط في إعمـال الفكر، وإقحـام العلوم العقلية، والاستدلالات والقياسات المنطقية، بارزًا في جميع المعارف الثقافيـة، حيث تسربت هذه العـدوى لجميع فئـات المجتمع، وغدت بذلك الفلسفة المهيمنة على الساحة الفكرية.
يقول أبو الحسن الندوي
«كـان العالم الإسلامي في حاجة إلى شخصية تستطيع أن تنفـخ بقلبها الوَلُوع وعاطفتهـا القوية، روحًًا جديدة في المجتمع الذي طغـى عليه العقل ـ على حساب العاطفة ـ وساد عليه الجمود، شخصية تستطيع أن تؤسس كلامًا جديدًا لا يصارع العقول، ولا يكتفي بإفحام المجادلين، بل يحل العقـد النفسية والفكرية التي خلفهـا علم كلام، ويملأ القلوب سكينة وإيمانا».