تحميل كتاب هزلية غرناطة pdf
الكاتب: روان الكريم
التقييم:4.00
كان يلهب ظهر الفرس بالسياط متجها للقاهال تترائ له صور سارة المنتحبه ليلة زفافها على
حزقيال ووجهها الحزين فى اخر لقاء لهما عند البحيرة تلفه بتعاسة ومساحات لانهائية من
السواد.. نزل من فرسه واسرجه دخل القاهال والضباب يلف الاجواء ويخفى بوجل اوردة
موشيه النابضة بغضب سنوات وسنوات.. كان اخر خيوط الشمس يخبئ نفسه فى خيوط الليل
البارد.. بينما حراس القاهال يفركون ايديهم من البرد كان العرق يتصبب من جبين موشيه
المحموم وعيونه تقدح بالشروسارة ذات العشرة اعوام تلهو معه فى جنبات القاهال تسير
معه فى كل خطوه يخطوها نحو بيته القديم.. بريئة صاخبه يتدفق من فمها اسم موشيه
كالعسل تطوح شعرها الخشن فى الهواء محتجة-
موشيه موشيه لماذا لااملك شعراً مثلك
ثم تنثره فى الفضاء فضياً لامعاً يغطى اكمة الورود الناعسه فى الأصص المتناثرة على
ارصفة القاهل .. يتسلل من بين ثغراته ضوء القمر. خجولاً..وهو يرنو ببصره حالماً لتلك
الصبيه الجميلة الخطوات
ترقص حوله فى دائرة مضيئة لانهائية -
موشيه موشيه.. انا اضع العطر الذى احضرته لى ..هل رائحتى جميلة ..هل انا جميلة ..انظر
لى موشيه .
.تنكسر الوان قوس قزح على جبينها عابثة بعد يوم ممطر وهو لا يرد على تساؤلات سارة
..تربض الذكريات عنيفة أمامه.. وتكويه كل حماقاته معها وكل ألم اعطاه لها
الليلة الاولى التى هربت فيها بعد زفافها خلفه فى الظلام حيث كان يبكى عند البحيرة عجزه
..يضرب على صدره ..هل كان حقاً عاجزاً
..يلف ضوء القمر جسدها العارى بفضول..بينما تحتوى ذراعيها موشيه بعنف
يتقبلها كهدية يعابث بها قدرهما الذى كتب عليهما الفراق
هل كان على هذا الفراق ان يصبح ابدى..لماذا لم يخبوا حبها بعد احدى عشر عاماً على
رحيلها مازال قويا متدفقا كدماء هادرة مغموسة بعذاب الندم وتلهبه بسياط الألم
دخل البيت المظلم سوى من اشباح الماضى تتلوى على جدرانه..بينما ضحكاتها العابثة على
ترتيل عفوديا التوارة كانت قد كفرت بكل شئ واى شئ
تكحل عيونها وتسأله فى دلال
هل ابدو جميلة
يتذكر وجوده الاخير فى هذا المنزل منذ احدى عشر عاماً ورائحتها تناديه تقف أماه فى الممرشعرها يتلف
كالغيم الاسود حول جسدها
موشيه هل أتيت
امسكت ذراعه ليمسك المشعل
هو راقد هنا موشيه احرقه كما احرقنى ..انتقم لى انت تأخرت
كثيرا فى الأنتقام لى