تحميل كتاب هذا العصر وثقافته pdf

تحميل كتاب هذا العصر وثقافته pdf

الكاتب: زكي نجيب محمود

التقييم:3.92

تاريخ النشر: 30-12-1998
Goodreads

نبذة المؤلف
كاتب هذه الصفحات التى بين يديك, مصري عربي إنسان, يحس فى عمق قلبه بمصريته, وبكل ما يتبع هذه الصفة من أبعاد فى وجهة النظر, ومن بين هذه الأبعاد بعد نشأ له من كونه عربيا, يشارك مواطنيه فى الأمة العربية جانبا واسعا من الأهداف البعيدة والوسائل الموصلة لها, فيشاركها بذلك فى طائفة من القيم الأخلاقية والذوقية, على أن تلك الخاصة المصرية العربية لا تمنع -بل هى توجب- أن يكون صاحبها حريصا على مشاركة الأسرة البشرية كلها فى تقديمها الحضاري, معطيا آنا, وآخذ آنا آخر.
ومن أجل هذه المشاركة الحية كتبت هذه الصفحات, التى خلاصتها -برغم تنوع موضوعاتها- هى محاولة لخلق “المناخ” الثقافي, الذى بغيره يصبح من العسير علينا أن نشارك فى حضارة عصرنا على الوجه الأكمل, فنحن أمة عاشت حضارات مجيدة قبل اليوم, ولكن موقفنا من ذلك “الماضى” لا يجوز أن يزيد على استلهامه روحا تضمن لنا أن نكون مع أسلافنا حلقة فى سلسلة واحدة, وإلا أصبح ذلك الماضى المجيد نفسه عبئا تثقل به الخطى, وإنه لمن حسن الحظ أن من خصائص الماضى وما قبله, يميل إلى وحدانية الثقافة المسايرة لمن لهم السيطرة الحضارية, وعلى بقية البشر أن ينخرطوا فى قوالبها.

إن المثل الأعلى فى رؤية كاتب هذه الصفحات, هو أن تحيا الأمة العربية حياة فيها رحيق تاريخها, دون أن يكون هذا التاريخ حائلا لها عن الأنغماس فى عصرها, بما يتميز به من حقوق للإنسان لم ينعم بها من قبل, ومن نظرة علمية بالمعنى العصري لكلمة “علم”, إذ لم يعد العلم توليدا لكلام من كلام, بل أصبح مقرونا بأجهزة يلجم بها قوى الطبيعة لحسابة, فما يزال بيننا أفراد كثيرون يظنون بأنفسهم “العلم” على حين أنهم -مثل دون كيخوته- قد جعل الواحد منهم نفسه كتابا قديما يمسي على ساقين, فلا هو يغير من العصر شيئا, ولا غير العصر منه شيئا, فكان كأن لم يكن.
إنه إذ خرج القارئ من هذه الصفحات, وقد أشرب ولو قطرة من روح هذا العصر بمنهجه العلمي وبذوقة الفني, وبطموحه نحو أن يكسب من المعرفة الصحيحة ما يقشع به كل خرافة, إذن فقد أدى الكتاب ما أريد له أن يؤذيه فى خلق مناخ ثقافى جديد.