تحميل كتاب نصف قرن من الكفاح pdf

تحميل كتاب نصف قرن من الكفاح pdf

الكاتب: الطاهر ربيري

التقييم:3.52

تاريخ النشر: 2011
Goodreads

و لما كانت ظلال الثورة لا تزال تلقي بظلالها على مستقبل الجزائر – ونحن نحضر للاحتفال بمرور نصف قرن من الاستقلال – فإن هذه المذكرات تستحق الاهتمام لانها تعتبر من الشواهد المهمة في تاريخ الجزائر المستقلة ، مذكرات تأتي في خضم حركة توجه عام لكتابة المذكرات منذ ان عزم علي كافي و خالد نزار و بورقعة و الشاذلي و الابراهيمي على كتابة مذكراتهم

يقع كتاب نصف قرن من الكفاح مذكرات قائد أركان جزائري في 428 صفحة توزعت على خمسة عشر فصلا مع ملحق للصور ، صدرت طبعته الأولى في 2011 عن دار الشروق للإعلام و النشر.

و الطاهر الزبيري – من مواليد قرية أم العظايم ، نواحي سوق أهراس، سجن في سجن الكدية في قسنطينة مع بن بولعيد وفر منه في 10 نوفمبر 1955 و قد صدر في حقه حكم الإعدام خلال الثورة . و هو عضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي منذ عهد الرئيس السابق زروال.

يقول صاحب الكتاب سأحاول في هذا الكتاب تقديم شهادتي بكل أمانة عن مرحلة حساسة من تاريخ الدولة الجزائرية المستقلة ص 16 17

إن أول ما نستشفه من سطور الزبيري هو هشاشة الوضع السياسي بعد الاستقلال، و توسع حجم المعارضة في مناطق عديدة من الجزائر ، فقد تمرد شعباني في الصحراء و آيت احمد و كريم بلقاسم في القبائل ص 17.

ومع نشوء المكتب السياسي كان محور بن بلة – بومدين مصرا على إبعاد الباءات الثلاث - بوصوف ، بن طوبال ، بلقاسم - الذين سيطروا على الثورة منذ 1958 ص 13، بينما كان الزبيري من المساندين لوجودهم في المكتب السياسي خاصة كريم بلقاسم ص 14 .

لقد احتاج بومدين إلى شخصية تاريخية ليصعد إلى السلطة خاصة انه لم يكن يحوز على سبق تاريخي هام ، فلا هو عضو 22 و لا مجموعة 6 ، وقد وجد ضالته في بن بلة .

و كانت البداية مع طلب الحكومة المؤقتة من الحرس التونسي إلقاء القبض على بومدين .. فكان من الممكن إنهاء المسار السياسي لبومدين بعد فراره من الحرس التونسي و مجيئه للأوراس عند الزبيري ص 15.

كان الرجلان قائدان بارزان متحالفان في الظاهر ولكن كلاهما يتوجس خيفة من الآخر ص 21 ولذلك كان لا بد أن ينتهي هذا التحالف يوما ما فالسفينة لا تقبل إلا ربانا واحدا على ظهرها ص 22 .

ظل بن بلة قلقا من سيطرة بومدين على الجيش وحده فاقترح شعباني لقيادة الأركان لكن بومدين رد بلباقة ، كما أن بومدين كان منزعجا من تعيين بن بلة للمسؤولين في مختلف المناصب دون الرجوع إليه ص 36 ، وكان جوابه كالتالي انا اعرف ضباطي لن يقبلوا بشعباني وكان يقصد ضباطه الفارين من الجيش الفرنسي والذين كان شعباني يناصبهم العداء.

في هذا الوقت عين بن بلة الزبيري قائدا للأركان – باقتراح من بومدين – وجرت مراسم التعيين في وقت كان بومدين في الاتحاد السوفياتي مما أثار حفيظته ص 38

كانت التحرشات المغربية ضد الجزائر فرصة حقيقية لتوحيد الصف الجزائري خاصة بعد صرخة بن بلة المدوية …حقرونا ص 44 فقد كف كل من محند أولحاج و شعباني عن التمرد في سبيل صد الهجوم المغربي ص 46.

أما بخصوص العقيد شعباني في بسكرة فقد تحالف هذا الأخير مع بن بلة في بداية الأمر ، غير انه اختلف فيما بعد مع بومدين حول مسالة الضباط الفارين من الجيش الفرنسي الذين كلفهم هذا الأخير بالإشراف على مسؤوليات حساسة في الجيش كقطاعات التموين و الهندسة و العتاد ص 54 .

وبلغت الأزمة أشدها لما وصف شعباني بن بلة بالسياسي المتعفن ص 58 وانتهت المواجهة بإلقاء القبض على شعباني و إعدامه في وهران، إعدام كان قاس جدا حسب الزبيري ص 64 .

و قد يكون بن بلة نفسه قد ندم على إعدام اصغر عقيد ، حيث لم يكرر غلطته لما ألقى القبض على ايت احمد رغم صدور حكم الإعدام في حقه ص 80 .

و فيما يتعلق بالولاية الرابعة فقد التحق قادتها بالزبيري في مركز العمليات بالشبلي ص 237 ، حيث يورد الزبيري …وبعد واقعة العفرون جاءني يوسف الخطيب و يوسف بولخروف و لخضر بورقعة إلى غابة الشبلي ص 255.

يطلعنا الزبيري أن سي صالح قائد الولاية الرابعة قد اعدم رغم أن الرواية المشهورة تقول باستشهاده في نواحي البويرة ، حيث يقول …هيئة الأركان قلصت نفوذ قادة الولايات بل و تنحيتهم و حتى إعدامهم مثلما حدث للعقيد سي الصالح قائد الولاية الرابعة في قضية الاليزي و العقيد محمد العموري قائد الولاية الأولى و الرائد احمد نواورة الذي خلفه على رأس الولاية الأولى… ص 53.

يصر الزبيري على أن حركة 14 ديسمبر 67 لم تكن يوما محاولة انقلاب عسكري… انما كان هدفنا الاساسي هو الضغط عليه- يقصد بومدين- لاعادة الشرعية للبلاد ص 251

و يضيف … لم تكن معركتنا الحقيقية ضد بومدين بقدر ما كانت ضد الضباط الفارين من الجيش الفرنسي والذين اعتمد عليهم بومدين في حروبه ضد قادة الولايات التاريخية الرابعة و الثالثة و الثانية و السادسة و أخيرا الأولى ص 252

جرت وقائع المعركة في منطقة العفرون قرب جسر بورومي فقد كان الزبيري يهدف إلى السيطرة على الناحية العسكرية الأولى في البليدة ، غير أن الأمطار و سوء الأحوال الجوية و تدخل الطيارين الروس غير المعادلة لصالح بومدين، مما كلف الزبيري سنوات من الهرب بعد لجوئه للأوراس و عبوره لتونس ، و بقاءه متنقلا بين سويسرا و المغرب و ليبيا و فرنسا و سوريا إلى غاية عودته إلى الجزائر في نوفمبر 1980.