تحميل كتاب من أخلاق الإمام الحسين (ع) pdf

تحميل كتاب من أخلاق الإمام الحسين (ع) pdf

الكاتب: عبد العظيم المهتدي البحراني

التقييم:4.00

تاريخ النشر: 2001
Goodreads

إلى كل من يقرأ (الحسين) بلغة الأخلاق الإسلامية والمثل الإنسانية، ويعمل بها رافعا شعار
(كلنا للحسين والحسين للجميع)

نحن من شيئين الروح والبدن، وإذا كنا نعلم طريقنا إلى غذاء أبداننا فهل نتعلم طريقنا إلى غذاء أرواحنا الأهم أيضا؟
فما هو هذا الغذاء الأهم؟
انه الأخلاق الحسنة، والتي لا يختلف اثنان في حاجة الإنسان إليها، حتى ذلك المنسلخ عنها تجده يغضب عليك إن صارحته بحاله، وربما طالبك بها وهو يعلم نفسه انسلاخها عنها
فهذا أبسط دليل على حاجة الإنسان الملحة والفطرية إلى الأخلاق الحسنة، وأقوى دليل على إجماع الفطرة البشرية نحو مطلوبية الأخلاق الحسنة وخلوديتها مع الدين الحق.
قال الله تعالى * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * (1).
وترقى درجة الحاجة إلى الأخلاق الدينية في عصرنا وتتأكد رغم التقدم العلمي والصناعي الذي بهما سخر الإنسان شتى موارد الطبيعة فإنه من دون أخلاق تحدد له طريقة الاستفادة من ذلك سوف يهلك نفسه ويدمر غيره، وهل تبقى للحياة بعدئذ معانيها الرغيدة، أو هل تعلو للعدالة راية؟

ولا أراك تخالفني الرأي بأننا في عصر هذه سماته البارزة
والآن فإذا كانت الأخلاق حاجة ملحة وفطرة ثابتة، وكانت تلك السمات المرضية مشهودة، فما هو الذي نفتقر إليه في سبيل العلاج والإنقاذ؟
نفتقر إلى هداة رسموا لنا جمالية الأخلاق الجذابة إلى الخير كله سواء بكلماتهم الوضاءة أو سيرتهم المضيئة ليكونوا القدوات الصالحة للتأسي، وهؤلاء الذين بهذا المستوى الرفيع والذين يسدون فقرنا الأخلاقي ويعيدون إلينا توازناتنا الروحية هم النبي وأهل بيته (عليهم السلام) وكل من أخذ من رياضهم الزاهر.
وفي سيرة الحسين (عليه السلام) سبط النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأبي الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) إشراقات أخلاقية رائعة، قد جاء ذكرها في كتب التاريخ والحديث والأخلاق متناثرا، فرأيت جديرا بجمعها في كتاب واحد، إذ لم أجد في المكتبات كتابا خاصا بهذا المضمون.
أسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا إلى معرفة الحسين وحقيقة الأخلاق التي تحلى بها في سلوكه مع الله جلت عظمته، ومع أهله وعياله، وأصحابه وحتى مع أعدائه.
وأسأله عز وجل أن يبصرنا الطريق نفسيا وعمليا حتى بلوغ مرضاته، بجاه الذين طهرهم من الرجس ليكونوا لنا هداة إلى الخير كله.
ويدعوني الواجب الأخلاقي هنا إلى أن أشكر الاخوة الأعزاء
1 - الحاج (أبا زينب الكتبي) صاحب انتشارات (الشريف الرضي) الذي لا زال بنشاطه الدؤوب يضخ في المكتبات الإسلامية بكتب قيمة حول سيرة أهل البيت (عليهم السلام) على تنوع مجالاتها الزاهرة، فإنه (حفظه الله) كان المقترح لتأليف كتاب عن الإمام الحسين (عليه السلام) ليقوم بطباعته، فاستجبت لدعوته السديدة، ولكني تأملت كثيرا لئلا أقدم كتابا لا يتميز عن غيره إلا في الاسم والشكل، وبعد التأمل وقع اختياري على موضوع قل أن خصص له العلماء كتابا بعنوانه، ذلك هو موضوع أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يشكل الأساس الأقوم لحياته القويمة وشهادته الأليمة، وهو بعمقه الإلهي رمز بقاء ذكراه (عليه السلام) في القلوب إلى قيام يوم القيامة.
2 - العالم الجليل سماحة آية الله السيد عباس الكاشاني (دام ظله) على لفتته الجميلة في اختيار اسم هذا الكتاب، إذ سألني في يوم ميلاد الإمام الرضا (عليه السلام) من هذا العام فيم تكتب هذه الأيام؟ قلت في كتاب أسميته (أخلاق الإمام الحسين) فقال أضف عليه حرف (من) ليكون (من أخلاق الإمام الحسين) لأنك مهما جمعت تحت هذا العنوان لا يمكنك أن تحيط بكل ما لدى الحسين من أخلاق عظيمة.
حقا كانت هذه اللفتة من سماحته رائعة جدا، يستحق عليها السيد كل الشكر والدعاء.
ونعم ما قاله الشاعر الحسيني
ويا عجبا مني أحاول وصفه * وقد فنيت فيه القراطيس والصحف (1) 3 - سماحة العلامة الورع أستاذ الأخلاق في الحوزة العلمية آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله) حيث سددني وشجعني لإكمال هذا الكتاب، مؤكدا على أنه فكرة جديدة وهامة.
4 - سماحة الخطيب الحسيني الشيخ علي نظري (حفظه الله وسدد خطاه) حيث زودني ببعض المصادر وشجعني على إنجاز الكتاب في أسرع وقت، بعد أن وصفه بالانفراد في نوعه البناء وأكد على ضرورته للخطباء الحسينيين.
5 - الأخ الكريم جعفر البياتي (دام توفيقه) إذ بعد قيامي لتأليف أكثر من ثلثي هذا الكتاب اطلعت على مشتركات وجدتها بين كتابي وكتابه الجميل (الأخلاق الحسينية) فاستأذنته على النقل من كتابه المصفوف تقشفا في الوقت واختصارا للطريق، فقدم لي ما طلبته منه، وقد دل بذلك على أخلاقه الحسينية عملا بالآية الشريفة * (وتعاونوا على البر والتقوى) * (1).
6 - حجة الاسلام السيد العلوي (دام فضله) ناشر كتاب (موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)) حيث أعطاني ما طلبته من نصوص الكتاب مصفوفا أيضا لغرض السرعة في الإنجاز.
7 - الأخوة الأعزاء السيد فاضل - أبا عباس - ونعمة الله صادقي وأبا أيوب الكاظمي وكذلك الأخ صادق - أبا حسن - (دام عزهم) إذ وضعوا جهدهم المبارك في صف حروف هذا الكتاب وإخراجه الفني.
جزاهم الله خير الجزاء وجعلنا واياهم مع حفيد الحسين (عليه السلام) الإمام المهدي (عليه السلام) من الرحاب إلى الركاب حتى يعيد الله به (عليه السلام) إلى البشرية الكئيبة أخلاق جده الحسين (عليه السلام) الناجية وينفذ رحمة جده محمد (صلى الله عليه وآله) المتصلة برحمة الله.
وأما منهج عملي في هذا الكتاب إنني طالعت - حسب الوسع - أهم المصادر التي ذكرت حياة الإمام الحسين (عليه السلام) فانتقيت منها سيرته (عليه السلام) في ترسيم الخطوط الأخلاقية العامة والخاصة، فقيدتها بنصوصها فيما بينت الكلمات الصعبة منها تارة في المتن بين شارحتين، وتارة في الهامش حسب ما اقتضاه المقام. موزعا إياها على حسب التسلسل الزمني من الطفولة إلى الشهادة. ثم حاولت أن لا أترك نصوص تلك الأخلاقيات الحسينية المشرقة إلا بالتمهيد أو التعقيب واستخلاص دروس تربوية في نقاط، وذلك كي يدخل فيه القارئ العزيز أو يخرج منه بحصيلة مفيدة وتوجيه للهدف المطلوب في معالجة الأزمات الأخلاقية التي يعاني منها مجتمعنا المعاصر، وجئت أيضا ببعض التعليقات الرائعة التي عثرت عليها في الكتب المعتمدة مع ذكر قائلها أو مصدرها تثمينا لجهود الآخرين - جزاهم الله خيرا -. وجعلت كل نص تحت عنوان أخلاقي أو أكثر حسب محتوى النص. ورتبته على فصلين.. الفصل الأول في أخلاقيات إسلامية عامة وتعريف بالشخصية الحسينية الفذة. والفصل الثاني في أخلاقيات الحسين التطبيقية ودروسنا المستفادة.
هذا وكان لعكوفي على تجميع وتأليف وتنقيح هذا الكتاب سيما مراجعته لتصحيح الأغلاط المطبعية حدود عام واحد توسطته أعمال كثيرة ومتباينة الأبعاد، وهي - كما تعلم أخي القارئ - تترك أثرها على تمامية الإنتاج وكماليته المنشودة، علما إنني بذلت فيه تمام وسعي لتفادي كل أنواع النقص، والنقص في ذات البشر ذاتيته إلا ما عصم ربي.
قال الإمام الحسين (عليه السلام) “ لو أن العالم كل ما قال أحسن وأصاب لأوشك أن يجن من العجب، وإنما العالم من يكثر صوابه “ (1).
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا ممات محمد وآل محمد.
مدينة قم المشرفة (18 ذي الحجة 1421 ه‍) ذكرى عيد الغدير السعيد ملتمس دعاء الصالحين عبد العظيم المهتدي البحراني