تحميل كتاب مكتبة الإسكندرية فك طلاسم اللغز pdf
الكاتب: Pablo de Jevenois
التقييم:4.29
يتحدث المؤلف ، عن التابوه الغامض الذي يخيم على ما يتعلق بتدمير مكتبة الإسكندرية في الزمن القديم ؛ حيث أن كل شيئ – بحسب تعبيره - يغلفه الصمت والروايات الكاذبة ، ومضخمًا بكم كبير من الأصولية الدينية والمخاوف الاجتماعية المسبقة ؛ وإذا ما إستثنينا عددًا قليلًا من الباحثين سوف نجد أنه لا أحد يتحدث عن هذا الموضوع بحيادية ، وكأنه إتفاق غير معلن بعدم كشف الحقيقة .
بحسب المؤلف ، فكيف أمكن لحادثة وقعت منذ ألفى عام أن تظل - مهما كانت درجة قوتها - ذات تأثير قوي بما يجعل مجتمعات مثقفة ومتطورة مثل المجتمع الغربى ، الذي يفترض أنه مجتمع محايد وعلماني في مجال البحث العلمى ، يواصل خطابه حول هذه المسألة الذى يتسم بالالتواء واللاحيادية ؟.
ويستطرد المؤلف ، أن مكتبة الإسكندرية تعتبر مثالا للألمعية الثقافية التي لا تجد لها مثيل في العالم القديم ، غير أن زوالها المفاجئ والكامل من الوجود أدخلها في دائرة الأسطورة ، ومن المعروف أن المكتبة قد هدمت أثناء ما يسمى بالحروب السكندرية في مناورة مؤسفة قام بها يوليوس قيصر، في نهاية القرن الأول قبل الميلاد وأدى فقدانها إلى فتح الباب أمام الكثير من التكهنات والموضوعات التى أصبحت تابوهًا لف وقائع هذه الكارثة بالغموض
.
من ناحية أخرى فعندما نتحدث عن العرب نجد أنهم قدموا إلى الاسكندرية في القرن السابع الميلادى ، وبالتالى لم يظهروا على صفحات التاريخ مرتبطين بهدم المكتبة الكبرى أو المكتبة الصغرى الملحقة ؛ إذ حدث ذلك قبل وصولهم بقرون ؛ ومع هذا يسكن المخيلة العامة للجميع إعتقاد أن العرب هم الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية ، وهذا محض إفتراء ؛ ويسرد المؤلف من بين تلك الأساطير التى ظلت قائمة حتى أيامنا هذه ، تلك التى تشير إلى أن عمرو بن العاص ، قائد الجيش العربى ، هو المسئول عن حريق المكتبة بل وهدمها بناء على تعليمات صدرت له من الخليفة عمر بن الخطاب ، ويتضح زيف هذه الأكذوبة والتى قام بنسجها أسقف مسيحى مشرقى يدعى (أبو الفرجيوس) خلال القرن الثالث عشر الميلادى ، أى بعد ستمائة عام على دخول العرب مصر، وإنتشرت هذه الرواية خلال القرن السابع عشر الميلادى على يد الكاهن والمستشرق الانجليزى بوكوك .
على مدار 422 صفحة، ومن خلال الكتاب الذى يتكون من خمسة فصول ، يحل المؤلف اللغز في النهاية ، ويبرئ ساحة العرب من حرق المكتبة ، ويؤكد أنه من خلال البحث خلال التابوهات الغامضة ، رسم مشهد مختلف تماما حول النهاية المأساوية التى عاشها الحلم العظيم للبطالمة ، منارة المعرفة التى أضاءت أزمان العالم القديم .