تحميل كتاب مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي pdf
الكاتب: نورة بوحناش
التقييم:4.00
نبذة النيل والفرات
تجد دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي حضورها المشروع داخل زمنية عربية إسلامية معاصرة تتميز بمواجهة ثقافية وموازنة بين إختيارات تعود إلى زمنية غربية من حداثة وعولمة وما جرته مثل هذه الموازنة على الممارسة الإسلامية من نعوت قدحية، في هذا المقام تجد دعوى تأصيل الأخلاق مصداقيتها في الإبانة عن الجذوة الصحيحة للممارسة الإسلامية ثم تعمل على إنتزاع من لدن المقاصد فلسفة للأخلاق الإسلامية وتتعمق في هذه الممارسة المميزة بالتصور المكرمي الذي يحيل إلى أرقى الفضائل.
تجد نظرية الصلاح المؤسسة على نسقية معرفية يرحجها العقل المعتبر الذي يبني عقلانية قاصرة إلى مكارم الأخلاق جدواها في عصر الحداثة وعصر العولمة، وهو عصر الزمنية المقتضبة المميزة بفضاء مؤسس على عقلانية قاصرة تجلب العدمية وفناء المعنى وموت القانون المرجح لكل أخلاقية، إذ أن الزمنية العدمية تؤسس ذاتها بوصفها زمنية عالمية جديرة بالإنسان المعاصر، كما تنظر إلى هذا الإنسان بوصفه نقطة للتحولات والمتغيرات تؤول إلى أنطولوجيا قلقة، وتميز العلم بوسم العقيدة، وقصد العقل عن تدبر كل عقلانية لتجعل الحق كل الحق في عقلانية قاصرة مثبتة لفناء المرجعية ومصداقية الأخلاقية، ولذلك تحضر المقاصد بها أنها الحكم والمعاني المرحجة للروحانية والأخلاقية في قلب هذا الزمنية والمؤسسة لأفق الزمنية العالمية التي تقحم فيها الزمنية العربية والإسلامية المعاصرة إقحاماً.
إنه الحضور الذي يريد تأسيس سبيل فلسفة أخلاقية داخل الفكر العربي المعاصر نظراً للخصوبة المنهجية والمعرفية التي تميز حقل المقاصد، كما تمكن الإنسانية متميزة عن إنسانية العدمية، تأسيساً لفلسفة الإنسان الأخلاقي، إذ العدمية بإختياراتها المقتضبة قامت بترجح إنسانية بهيمية تمكن منها التيه في عالم فناء المعنى وموت المرجعية، وهنا تعتني دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبي، وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي بالإجابة عن سؤال الأخلاق وحضور المقاصد عند الشاطبي في عصر الحداثة والعولمة، خاصة أنه عصر تميز بالفكر القدحي للمرجعية الإسلامية.
ربما كان حديث الغاية من الدعوى موضوع التناول في هذا البحث قد وجدت لها إرهاصات إذا ما تم تلخيصها فهي تعتني بإبراز كيفية حضور الممارسة الإسلامية في زمان العولمة، وهو زمان الهجمة والقدح في هذه الممارسة، وفك التأويلات الخاطئة عن هذه الممارسة.
وقد تميز عصر العولمة بتكثير مثل هذه التأويلات ويمكن تحديد الدعوى المحققة في هذا البحث في غرضيتها العلمية في مسألتين أساسيتين الأولى متمثل في مسألة مركزية، وهي الإحاطة الجادة بالفكر الأخلاقي العربي الإسلامي، وإعادة تأسيسه تأسيساً يستوفي التاريخية، ذلك أن كل التقريرات الغربية وكذلك العربية بشأن هذا الفكر، تعين خلو ساحة الفكر العربي الإسلامي من إجابة عن سؤال الأخلاق، الثانية إذ يجمع كل تفسير لأسباب جمود العقل العربي الإسلامي المعاصر على أنمن بين هذه الأسباب هي طبيعة عمل العقل الذي تميز بالتقليد، وكذلك غلق باب الإجتهاد وعسر تناول العقل للنص تجديداً لمراميه وإستفاء لفرضيته بالنسبة للزمان المعاصر، وهو الذي حذى بأكثر المفسرين لأسباب الجمود للجزم بريادة السلف وعجز الخلف التام عن تنظيم مصنفات في الإجتهاد تقوم مقام الرسالة للشافعي، أو المستصفى للغزالي، والموافقات للشاطبي.
وهنا تكون من بين الأغراض التي ترمي إلى تحقيقها دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبي، وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي هو التنبيه إلى علاقة الدراسات الإنسانية والأخلاقية ميسار الإجتهاد ما دام حقل التأصيل ينزع في نهاية عمله إلى تأسيس سلوكية الإنسان، وهي سلوكية أساسها النص، ولا ريب أن مثل هذا التوجه الجامع بين أصول الفقه والدراسات الإنسانية والأخلاقية سيكشف في البدء عن حجم الأزمة التي وقع فيها الإجتهاد وفي الفكر الإسلامي المعاصر، وهو عجز عن الإحاطة بالإنسان داخل الزمنية الإسلامية المعاصرة، بمحاذاة الزمنية الغربية التي هي زمنية ضاغطة من جهة، ثم أنه في الأخير يقوم ببناء منفذ لتجديد وتطور الإنسان من جهة أخرى.