تحميل كتاب معجم مقاييس اللغة pdf
الكاتب: أحمد بن فارس بن زكريا الرازي
التقييم:3.71
نبذة النيل والفرات
“معجم مقاييس اللغة” هو معجم جاءت تسميته في الصفحة الأولى من مخطوته “المقاييس في اللغة” وفي “معجم الأدباء” لياقوت (484)، والوافي بالوفيات “للصفدي (7279) وغيرها من المعاجم اللغوية. ويعنى ابن فارس المصنف بكلمته “المقاييس” ما يسميه بعض اللغويين بـ”الاشتقاق الكبير” وهو أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بينهما في اللفظ والمعنى. وأهل الغة يقسمون الاشتقاق إلى أنواع 1-الاشتقاق الأصغر، أو الصغير وهو ينحصر في مادة واحدة تحتفظ بترتيب حروفها، كتركيب “سلم” فإنك تأخذ منه معنى “السلامة” في تصوفه. 2-الاشتقاق الأوسط وهو اتفاق اللفظين في الحروف دون الترتيب، مثل “سمي” و”سم”، 3-الاشتقاق الكبير وهو انتزاع كلمة عن أخرى بتغيير في بعض أحرفهما، مع تشابه بينهما في المعنى واتفاق في الأحرف الثابتة، وفي مخارج الأحرف المتغيرة، وذلك نحو “حزر” و”عزر” و”أزر” فالمادة تقتضي القوة والحاء والعين والهمزة جنسها واحد، ولكن باعتبار كونها من حروف الحلق، 4-الكبار، وهو ما سماه ابن جني الاشتقاق الكبير أو الأكبر، وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثة، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة ومن واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتعرف من كل واحد عليه، 5-الكبار، بتشديد الباء وهو المعروف عند النحويين بالنحت” وأما عن منهج ابن فارس فنجد أنه كان ينهج في كتابه “المقاييس” منهج الدقة والأمانة.
فهو أمين لمذهبه، يديره في المواد التي يرى فيها القياس واضحاً له وللمدارس معاً، وينأى عن التكلف والتأول. مثال ذلك ما جاء في مادة “دوى” واختلاف مفرداتها المتضاربة، فإنه أغفل القياس فيها وساقها سوقاً عابراً لكنه في جمهور المواد يجد اليسر واطراد الاشتقاق. هذا وإن معظم اللغويين حين يفسرون كثيراً من الألفاظ لا ينظرون إلى تلك الأقدار المشتركة بينها من المعاني، بل يفسرون الكلمات أقرب تفسير، وأوجزه، ولا يحاولون إيجاد العلاقة بين المتماثلات إلا نادراً أو عرضاً. ولكن ابن فارس يسوق هذا المذهب في جمهور مواد اللغة مقتدراً بارعاً، فيربط بين معاني الألفاظ ويمضي في ذلك قدماً فإذا الترفيق حليفه. وهو إلى ذلك يشرك من سبقه من علماء اللغة في الفضل الذي هدي إليه.