تحميل كتاب معجم مصطلحات التصوف الفلسفي  pdf

تحميل كتاب معجم مصطلحات التصوف الفلسفي pdf

الكاتب: محمد العدلوني الإدريسي

التقييم:3.38

تاريخ النشر: 2002
Goodreads

مصدر النيل والفرات
رغم تعدد المعاجم التي اهتمت بالمصطلح في التصوف الإسلامي، القديمة منها أو الحديثة، فإن التي عنيت بالمصطلح الصوفي الفلسفي قليلة جداً لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وحتى هذه وعلى الرغم مما بذل فيها من جهد علمي لا ينكر، فإنها لم تتناول بشكل خاص المصطلح الصوفي كما وظف عند المتصوفة المتأخرين الغرب إسلاميين، إذا استثنينا ابن عربي، والذين معهم اكتسب المصطلح الصوفي، سواء الذي كان متداولاً بين القوم، أو الذي استقوه من التراث الفلسفي بمناحيه المختلفة، أو من علم الكلام والفقه الإسلاميين أو الذي نحتوه نحتا، بعداً فكرياً وعمقاً نظرياً متميزاً، كما أن معهم نضج التصوف الفلسفي لغة وفكراً ومنهجاً، وشاع بعد ذلك وطار إلى باقي أقطار العالم المتحضر.

وقد جاءت فكرة اهتمام الباحث “محمد الأدريسي” بالمصطلح الصوفي الفلسفي، عندنا تخصصت أبحاثه في ميدان التصوف الفلسفي بالغرب الإسلامي، وأنجز فيه بعض الدراسات، وبعد أن تبين له ما يتميز به هذا التصوف من خصوصية، تجعل منه تصوفاً مختلفاً مطبوعاً بطابع ثيوصوفي يركز على أساس فلسفي يمتاز بالعمق، ويأخذ بمنهج عقلي خاص يقوم على التأويل العرفاني أو الكشف الصوفي، ويعبر عن حقائقه بلغة، ألفاظها وعباراتها، مغرقة في الرمزية، أصبحت لديه قناعة تامة بأنه من الصعب بمكان فهم حقيقة هذا التصوف إذا ما أهملت مصطلحاته ومن ثمة صار لديه وضع هذا المعجم، مطلباً ملحاً وضرورياً وعملاً لا بد منه، من أجل التعرف على أعماق هذا التصوف.

وقد اعتمد من أجل تأليف هذا المعجم على مجموعة من المصادر الأساسية، منها ما هو قديم كاصطلاحات “محي الدين ابن عربي” وبعض أهم مؤلفاته كـ “الفتوحات المكية”، و”فصوص الحكم”، والرسائل، والتي وظف ضمنها المصطلح الصوفي توظيفاً خاصاً وأعطيت له معان تتجاوز دلالته اللفظية أو التركيبية، معان تتحدد حسب نوعية الخطاب المنتج، إما أنطولوجيا، أو ابستيمولوجيا، أو أكسيولوجيا. كما أن وقف على البنية المفاهيمية للنسق الصوفي الفلسفي عند “عبد الحق ابن سبعين” من خلال أهم كتبه كتاب “بد العارف”.

واعتمد كذلك على “معجم المصطلحات الصوفية” لمؤلفه “عبد الرازق الكاشاني أو القاشاني”. ومعجم “كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم” لـ “التهانوي” و”كتاب التعريفات” لـ”الشريف الجرجاني”، كما اعتمدنا على أهم المعاجم المؤلفة حديثاً والتي اهتمت بالمصطلح الصوفي عامة والمصطلح الصوفي الفلسفي.

أما الطريقة التي اتبعناها في إنجاز هذا العمل فيمكن تلخيصها في الخطوات التالية البحث عن المعاني المختلفة لدلالة المصطلح اللغوية، والوقوف على مختلفة استعمالات اللفظ في القرآن الكريم والمعاني التي يتخذها، على اعتبار أن كل المتصوفة معتدلين كانوا أو باطنيين مغالين، يجعلون القرآن أساساً لمعتقداتهم وقاعدة لتدبيرهم والمصدر الأساسي لألفاظهم ومصطلحاتهم. من ثم النظر في الدلالة الفلسفية للمصطلح وتحديد معانيها كلما كان ذلك ممكنا. والتعريف بالمعنى الصوفي للفظ كما تداوله المتصوفة المعتدلون. وتوضيح المعنى أو المعاني التي انتهى إليها المصطلح عند المتصوفة المتأخرين عامة، والوقوف على مختلف استعمالاته عند بعض أقطابه خاصة، مثل ابن عربي، وابن سبعين، والششتري، والعمل على تدعيم ذلك بشواهد، أقوال ونصوص، من إنتاجاتهم.