تحميل كتاب مظفر النواب، شاعر الثورات والشجن pdf
الكاتب: أوس داوود يعقوب
التقييم:3.96
في سبعينات القرن الماضي بدأ شعره يصلنا، وسرعان ما دوخنا، بخاصة الشعر الثوري اللاهب والشعر الوجداني بالعامية العراقية.
وقد كان مظفر النواب في شعره يمثل خيباتنا وانكساراتنا وخياناتنا وعشقنا وحنيننا.
وكانت للغته طقوسها السرية. إذ كانت تنتهك التابو الخاص بها (الحرم اللغوي) بما يسمونه شتيمة، ويسميه الشاعر (توصيف). ومن عقد إلى عقد دفع شاعرنا الضريبة الباهضة لطغيان السياسي على شعر الشاعر، ولارتهان هذا الشعر، ومراهنته على التحريض في زمن الهزائم المبكرة والهزائم المتأخرة. ولذلك تضاعف نشيج شعره وهو يغني “بلادي كصناديق الشاي مهربة” أو وهو يناشد “أنقذني من وطني” أو وهو يسأل “إلام أنا وطن في العزلة؟” ويسأل “إلام ستبقى يا وطني ناقلة للنفط”.
وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً.. وكانت مضامينه الشعرية تصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية، وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق.