تحميل كتاب مسألة البحث عن مكانة pdf

تحميل كتاب مسألة البحث عن مكانة pdf

الكاتب: سالم القمودي

التقييم:0.00

تاريخ النشر: 2012
Goodreads

أسئلة شتى نطرحها على ذواتنا تدفعنا للتعرف على ما في أنفسنا من مبادئ وأحكام وقناعات وتقويمات تعكس الدواقع والموجهات التي تقف وراء ما تحقق من إنجازات وطموحات في الواقع وما نتطلع إلى تحقيقه منها. وهي معرفة قد تساعدنا على تغيير بعض ما في أنفسنا من هذه الأنساق والأنماط لتتغير بذلك الموجهات والدوافع، وليتغير كذلك بحسب ما يتغير من تلك المبادئ والأحكام والتقويمات، وبحسب ما يتغير مما يقابله في الواقع من أنواع الفعل والعمل والتصرف والسلوك.
في هذا الإطار يأتي حديث المؤلف حول مسألة البحث عن مكانة، وإذ يتحدث عن مسألة البحث عن مكانة أو العمل عليها كطموح يمكن أن يتأسس عن مثل هذه الأسئلة يسعى الإنسان إلى تحقيقه أو كهدف أو غاية قد يتحقق نتيجة الكد والجد والعمل والمثابرة أو نتيجة الحذق والمهارة أحياناً، فإنما ليشير في نفس الوقت إلى أن المكانة التي يتحدث عنها هنا ليست هي المنزلة المجردة التي تحدث عنها الفيلسوف الألماني هيجل من خلال نظريته في حول السيد والعبد، التي يعتبر فيها أن الرغبة في نيل الاعتراف والتقدير هي محرك التاريخ، ويفسر من خلالها التاريخ الإنساني كصراع دموي من أجل نيل الاعتراف والتقدير بين السادة والعبيد، حيث يذهب هيجل إلى أن “الرغبة في نيل الاعتراف والتقدير هي محرك التاريخ، فهي التي تدفع البشر إلى الدخول في عراك حتى الموت يسعى فيه كل فرد لنيل اعتراف الآخر بآدميته، فإن حدث وأدى الخوف الطبيعي من الموت بأحد المتصارعين إلى الخضوع والإذعان، نشأت علاقة السيد والعبد فالمخاطرة في هذه المعركة الدموية منذ فجر التاريخ ليست مخاطرة بالطعام والمأوى أو الإحساس بالأمن بل هي مخاطرة من أجل المنزلة أو التقدير المحض فالعبد لم يكن معترفاً به بوضعه إنساناً على أي نحو، كما أن الاعتراف الذي يحظى به السيد كان ناقصاً أيضاً، وهذا الشعور بعدم الرضا عند الطرفين كشف عن تناقض تولدت عنه مراحل جديدة من التاريخ”… من هذا المنطلق يمكن القول بأن حديث الكتاب عن المكانة ليست في إطارها الاجتماعي الطبيعي والذي يترتب عن صلة الرحم، أو المكانة التي تترتب عن الوضع الذي يشغله الفرد على أساس عمره أو جنسه في الأسرة أو في الجماعة، وإنما الحديث في هذا الكتاب عن مسألة البحث عن مكانة ظاهرة نفسية اجتماعية إنسانية، وكجزء من شخصية الفرد والباحث عن الاعتبار والتقدير، أو عن التفرد والتميز أو الباحث عن المركز والمكانة في الجماعة التي يتفاعل معها، أو في المجتمع الذي يعيش فيه، أو في الدولة التي ينتمي إليها مهما كان وضعه الاجتماعي أو السياسي، وبغض النظر عن لونه أو عرقه أو طبقته الاجتماعية أو السياسية، إنه حديث عن المكانة كظاهرة نفسية اجتماعية ينبغي دراستها وتحليلها، لأنها ظاهرة تقود وتوجه حركة الفرد داخل الجماعة أو المجتمع الذي يعيش في كنفه ويتفاعل معه ويؤثر فيه ويتأثر به. وقد تدفع الفرد أيضاً إلى الفعل والعمل من أجل تحقيق المقاصد والأهداف من خلال ما توفره المكانة من فرص وقدرات مادية أو معنوية لمن يشغل المكانة.