تحميل كتاب مزارات pdf
الكاتب: عبير شورى
التقييم:4.00
يقول مولانا جلال الدين الرومي «لا شيء بيني وبينك، لكن بين قلبي وقلبك قد حصل كل شيء». إنها خابية الروحانيات التي نستقي منها في ارتحالاتنا إلى العالم النوراني. من روح جلال الدين الرومي وسعدي الشيرازي وشمس التبريزي ورابعة العدوية وابن عربي جاءت نصوص هذا الكتاب الطافية بالصوفية حتى لتشعر بأنها خارجة من تكية للدراويش.
يقول أدونيس «إنّ الشعر رؤيا، والرؤيا بطبيعتها قفزة خارج المفهومات السائدة»، ومن هذه الرؤيا تتطرق الكاتبة بلغة شفيفة وناضجة لكل المفاهيم التي نعرفها فتعيد تدويرها على بساطتها وتصهرها في بوتقة الحب.
للشعر قدرة في انعطافه بالروح إلى عالم الخرافات، فتطوع الشاعرة هذه الخرافة بصفتها عالماً حيّاً وموازياً لعالمنا الواقعي، الخرافات التي تحرسها الجميلات بنذورهن كي لا يذوين بغتة من دون عين حارسة كعين ليليت، فتخرج من جلابيبنا لتنفخ فينا روحاً متوهجة، تقول الشاعرة في قصيدة «نذور»
«يُحكى أنّ من تملك شامة على عنقها تتزوّج من تحب»
أقرؤها وأتحسّس الشامة على عنقي بدهشة من يلمس حجراً ثمينا
اكتشفه للتو..
بوسعك أن تنعتني بالتفاهة
لكنني حقاً لا أعرف كيف يعيشُ أولئك الذين لا يؤمنون بالخرافات..»
في سحر دمشق وفي ثنائية دمشق والعشق، ننفصل عن وعينا في لحظة هرمة لنتوه في زمن لم يعد ملكنا تقول الشاعرة
«لم يعُد بوسع دمشق أن تدهشني أكثر، لولا عاشقاتها اللّواتي يهرمنَ فجأة».
الحب يعرف طريقه في قلب المرأة، المرأة المنذورة للعطاء أينما كانت وجهته، تنطلق نحو المعراج الروحي بنشوة إلهية، تكتب عنها الشاعرة وكأنها تنتشل هذه المرأة لتغرقها في القصائد بتجلٍ متعمّد.
نقلاً عن مقال للشاعرة نور نصرة حول الكتاب في صحيفة تشرين السورية