تحميل كتاب لايورونا pdf
الكاتب: محمود عبد الرحيم
التقييم:3.86
رغم كونه لا يملك إحساسه بجلده، ولكنه شعر بذلك الشيء الصغير يزحف فوقه مخترقًا القماش الذي يحيط به، وشعر به يقوم بالتهامه ببطء، كما شعر بأعداد مهولة من ذلك الشيء تقوم بالزحف هي الأخرى فوقه.. أعداد بالمئات أو الآلاف وربما الملايين
من أين أتت؟ هو لا يعرف، ولكن كانت لها مهمة واحدة، وهي التهامه بالكامل وبمنتهى البطء.. كل ذلك و”أرنوبيس” يعي ما يحدث ولكنه لا يملك أن يعترض، كان لا يشعر بالألم فقط.. هو شعوره بالعجز وقلة الحيلة، هنا انتهت تلك الأشياء الصغيرة من التهامه ولم يتبق منه سوى العظام.. كيف علم “أرنوبيس” ذلك؟ حقًا لا يدري وسرعان ما تحولت تلك العظام إلى تراب..
إنه الآن يمر بتلك الرحلة التي مر بها الملايين من قبله، ولم يعد أحدٌ قط ليحكي ماذا حدث وكيف كانت نهاية الرحلة.. الآن هو على وشك المعرفة.. شعر بذلك الضوء القوي ينبثق بقلب الظلام.. ضوء استطاع أن يراه رغم أنه لا يمتلك عينين.. ضوء أخذ في الاتساع حتى احتواه.. إذًا فهذه هي النهاية.. لقد عرف الطريق.. رأى نهاية تلك الرحلة المخيفة..
علم حقيقة الموت.