تحميل كتاب كن قائداً pdf
الكاتب: أحمد الشمري
التقييم:4.26
لتحميل الكتاب
روابط ( كن قائدًا )
(١)
httpwww.mediafire.comdownloadlaz…
(٢)
httpwww.4shared.comofficemgFJZri…
(٣)
httpwww.2shared.comdocumentHdM2J…
___
فإننا وإن شكك المشككون قد
أصبحنا في عصر الزمان الأخير و لعلنا نوشك أن ندخله
فيُستعمل الرجل في غير منصبه و هذا ابتلاءٌ عظيم
تضيع بسببه الجهود و تتكسر بسببه سفن النجاة
التي تُقِل على متنها خلق من البشر كثير في مختلف
مجالات الحياة ، فالمعلم له مسؤولية جمّة ، إن ضاعت
بوضع من لا يفقه في العلم في محله ، ضاع بضياع
مسؤولية التعليم سواد من الأمة كثير ، والطبيب
الكفؤ له وظيفة وواجب لا تؤدّى بتمام حقها لو استبدل
الطبيب بمن لا يصلُح للطب والتطبب وكذا القاضي و
الخطيب و القائد وغيرهم .
ولا يقل تضيع حق أداء الواجب في الأمثلة أعلاه وغيرهم
ولكن قد زاد الخطر و تفاقم في وقتنا هذا فالمرء لا
يَكاد يسمّي في أمتنا قياداتٍ تقوم بالقيادة على
حقها الصحيح ، فالضياع في منهجية القيادة ضخم ،
والتضييع لكينونيتها كبير وحتى أننا استبدلنا واجب
القيادة و الجهد الجهيد المناط بصاحبه بما لا يلزم من
تشريف و إعلاء للأسماء بالمحاجر و للصور بالحديد دون
مواقف حقيقية ترفع تلك الأسماء و تزين تلك الصور.
لعل الوصول إلى صناعة القرار في المجالات كلها
سواءً كانت سياسية أو إدارية ، عسكرية أو خدماتية ،
.
.
تعليمية أو اجتماعية فإنها تحمل في طياتها الكثير من
المواهب و تتضخم كمية الجهد المطلوبة كلما ارتفع
شأن المسؤولية وازداد تأثيرها في المجتمع ، فصناعة
القرار ليست بالتوقيع عليها مطلقاً بل هي عملية
تراكمية تبدأ بالنوايا ثم الاجتهاد في أمر قيادتك كله ،
فتراك تحافظ على من يقتدون بك من الناحية النفسية
والبدنية و الروحية ولا يكون حفاظك عليهم بالاقصاء
ولا التدليل بل بين هذا وذاك ، و بعدها استيعاب الشارع
والرأي العام الذي تم إنشاء التكتلات والأفرقة لخدمته و
تحسين أموره ، متقبلاً منه ما صح في الطرح والأسلوب
ومتعاملاً مع ما فسد . ولا يكاد ينتهي الأمر هنا فالقيادة
تمر دوماً بمحطة مهمة هي تعاملات القائد في تواضعه
وسمته وأخلاقياته ، وتأثير كل هذا على كافة العوامل
المذكورة مسبقاً لتحقيق الهدف المرجو من القائد
تحقيقه ، وبين هذه الطبقات عمق شاسع و تفاصيل
دقيقة وكبيرة أعان الله عليها من أراد أن يعطيها حقها
كله ، وإن الواجب لا يكون أبداً دون ذلك .
كُن قائداً بداية لذاتك ، لروحك ولرغباتك ، لنفسك
التي تأمرك بالسوء و فطرتك التي تعينك على الحق
وبعدها كن قائداً لمن ترعاهم من أهل بيتك وذويهم،
فلا تعاملهم إلا بما يليق ولا تفوّت من عوامل القيادة
شيئاً وأنت تقودهم إلى هدف صلاحهم و يبقى الصوت
يصيح بك « كن قائداً « في شأنك كله ، وفي موقعك
حيث كنت وهي صوت يعلو بك ويضج بكيانك كلما
أرادت منك روحك التي زرعت بها القيادة والتزعم إلى
ذلك سبيلاً . كن قائداً هي توصيات و طرق نكتبها هنا
بالكلام المختصر ، لتشكل لك حجر الأساس في طريق
قيادتك الذي ستبني به الخبرات والدراسات التي تعينك
على النجاح في قيادتك ، وهي بدايةٌ لكل شاب أو شابة
في أمتنا وضعته الدنيا في مكان لصلاح الأمة و أفرادها
.
.
فلزمه المنهج فهنا منهج نضعه بين يديك ، في عملك
وجامعتك ، في مشفاك وفي مدرستك ، وحيث كنت
ومهما اختلف تصنيف الفريق أو التكتل الذي تؤدي من
خلاله للأمة واجبك . كن قائداً هي خبرة و دراسة نضعها
بين يديك أمانة لتبلغها للخلق أجمعين تبليغاً بالعمل
وبالقول فلا تضع ذلك منك أبداً ، فأنت ابتداءً تحتاج ذلك
و الأمة لن تَعمر أبداً إن أضعناها كافة بل تريد من يشتد
به عضدها فكن أنت لذلك ، ببساطة كن قائداً .
من حيث سأل الله عبده ونبيه إبراهيم - عليه السلام -
أن يؤذن في الناس وقد أوصل الله الأذان بلاغاً إلى الخلق
كلهم أجمعين ، نكتب هذه الكلمات من قلب الحرم
المكي في خير بقعة على الأرض سائلين الله تعالى
أن يتولى هذا العمل بكرمه وجوده ونستودعه جل في
علاه هذا العمل ليبلغ كل من أراد أن يصعد في سلم
المسؤوليات إلى سقف القيادة وأن ينفعه به و ينصره
من خلاله .