تحميل كتاب كأس فودكا pdf
الكاتب: بكر البنجاوى
التقييم:4.91
يقولون أن غموض الأشياء يزيدها هيبة وجمالًا ووقارًا .. ولكننا لانصل إلا لمزيد من الغموض أحيانا عند اكتشاف هذه الأشياء ..
كان كل شئ يجري علي ما يرام حتي عكر صفو بطلنا باسل مرض تتساقط القلوب من شدته فعقد العزم على أن يخلّص البشرية من شره بصنع علاج له حتي أتي يوم الرابع والعشرين من نوفمبر عام الفين وعشرين .. حينما شرب صديقه ذلك المشروب الغريب و اختفي من أمام الأعين بين عشية و ضحاها.. لم يجد باسل سبيلًا إلا أن يتجرع ذلك المشروب ليدري ما الذي حدث لصاحبه لتتحول رحلته العجيبة من بحث إلي اكتشاف عرف من خلاله الكثير و تعلم الاكثر ، عرف أن الخوف يجعلنا نحتفظ بنصف الأمنيات فقط لأن الاحتفاظ بالنصف- و إن كان مؤلما- أكثر فتنة من الحصول عليه كاملا ثم فقدانه .. يلقيه القدر من عالم لآخر و كأنه ورق بوكر ينتقل من يد ليد ليكتشف في النهاية أنه خاض اطول مباراة شطرنج في التاريخ .. مباراة استمرت لثلاثين عام .. أتدري من كان خصمه؟
سأدعك أنت تجيب عن هذا السؤال ..
قد ينتظر عقلك من اسم الرواية خيالًا مليئا بالبارات وفتيات الليل والزجاج المهشم بعد أن يقُتَلَ أحدهم برصاص سكِّير ومن هنا تشتعل القصة ويلجأ صديقنا إلى الفودكا ناظرًا لمسرح الجريمة بمنظوره الخاص ومستشفّا لأبعادها ، أو أنه قد يجد شيخا في الخمسين من عمره ترك محرابه بعد أن صادته شباك فتاة حسناء أرته من الدنيا ما لم يَرَه هارون الرشيد في أوجِّ ملكه، وبعدها تموت الفتاة ويموت الشيخ منتحبا على قبرها والفودكا في يسراه ، أو أن يجد ما هو أكثر هراءً من هذا وذاك فيقرأ اجتهادات الكاتب الخمسين في البحث عن فوائد وأضرار الفودكا الطبية.. لكنك لن تجد شيئا من هذا، بل ستجده أكثر كأس فودكا حلال خلال خبرتك الأدبية، سواء ككاتب أو كقارئ.
أخيرا تاكد يا صديقي أن خاتمة الرواية سترد لك كل ما اعطيته من أجلها ،ستبهرك بما عجزت طيلة الرواية ان تتوقعه وهو ماثل بين يديك ، ستجبر عقلك أن يستريح بعد عناء .. أن يرتوي بعد ظما .. أن يتنفس الصعداء بعد ألف ألف ميل..