تحميل كتاب فلسفة الفعل pdf
الكاتب: عبد العزيز العيادي
التقييم:4.50
“ كيف الحديث في الفعل بصوابه و مصداقيته، والمفترض الأشد تداولاً هو أنّ الذين يتحدثون في الفعل هم الذين لا يفعلون؟ أمعنى ذلك أن الفاعلين يفعلون، ولا ينشغلون بالحديث عمّا يفعلون والذين لا يفعلون هم الذين تعلو أصواتهم لتغطي جلبتهم على عطالتهم؟”
“لقد شكلت علاقة النظر بالعمل والنظرية بالممارسة والفكر بالفعل موطنا من مواطن تسآل الفلسفة ما تزال توتراته مكرورة حتى اليوم ليس في خطابات الفلاسفة وحدهم بل عند الابيستيمولوجيين و الاتيقيين وحتى الساسة. والغالب في تباين الإجابات هو القول بأحد السبقين، إما سبق الفكر للفعل -وهو ما تتبناه كل المثاليات بما فيها الوضعويات بتنويعاتها التحليلية في اللغة وفي السياسة - أو بأسبقية الفعل على الفكر، وهو ما تقول به الماديات سواء كانت ميتافيزيقية أو موضوعانية أو جدلية. ولعل الحال في هذه الصراعات هو حال الفلسفة وقد أصابها شلل نصفي قليلا ما تعافت منه طيلة تاريخها. هذا الشلل النصفي لا يطال علاقة الفكر بالفعل وحدها بل علاقة الإنسان بالعالم وعلاقة الفردي بالجماعي، وعلاقة النفس بالجسد، وعلاقة لغة الفلسفة ذاتها بغيرها من ضروب التعبير كيف تستبعدها باسم الحصانة أو الصرامة أو علو المنزلة وما أعطاها ذلك إلاّ خسارا”