تحميل كتاب عصر الظلمات التعليم في العراق بعد عام 2003 pdf
الكاتب: Juman Kubba
التقييم:5.00
” انه ليس ظلما ولا غبنا ولا مبالغة بأن أقول نحن نعيش في عصر الظلمات فاليوم يصدم المرء ويصعق بما يراه من جهل واخطاء تصل الى حد الخطايا ، تسود اعلى المستويات في الدولة واعلى الدوائر الحكومية ، ولا أحد يأبه ، لقد تدهور التعليم ولم تعد المنظومة التعليمية قادرة على ان تنشئ جيلا صالحا واعيا ملتزما بالعلم ، ومدركا للمخاطر التي تحيط به ، وتحيط بالوطن وذلك بوقوف المتخلفين والجهلاء ليقولوا ” كلا لتطوير التعليم ” وهم يتقلدون المناصب العليا في حين لا يتمتع هؤلاء جميعا بأي نزر حتى ولو كان يسيرا من الاسلوب وحسن التفكير وقوة الحجة وروعة الاخلاق واستخدام اللغة وفقدان التهذيب مع شخصياتهم المهزوزة التي لا يستقيم الاصلاح معهم ، كونهم جميعا من الفاسدين الذين يقفون حجر عثرة امام المصلحين ..”
و عن الانهيار الاخلاقي تقول” لم يعلم العراقيون ان التعليم هو اثمن ما يمكن تأسيسه في العراق وهو اغلى من النفط ، وأهم من السياسة –- وان الانهيار في منظومة التعليم قد بدأ منذ زمن بعيد جراء النكبات والكوارث والحصارات وصدمات الالام والتخبط في السياسات وسلسلة الحروب الدموية .. وقد انهار كل شيئ بعد 2003 ، اذ لم يعد الخلاص من المخرجات السيئة بفعل المدخلات الرديئة ، وبفعل عجز الانسان وضعف شخصيته وقلة معرفته وفساده في مجتمع كان لابد ان يؤهل خلال مرحلة انتقالية على التغيير والحركة المغايرة مع وقوف رجال اكفاء ونسوة متميزات على مرافق التعليم والتربية في المدارس والجامعات العراقية ليس لتغيير المناهج فحسب ، فتغييرها سيكون عبئا ثقيلا ما لم يتغير النظام التربوي والتعليمي من اساسه ضمن متغيرات النظام المدني الذي يحكم المؤسسات في الدولة التي يستوجب ان تكون في خدمة المجتمع . وهنا يبدأ دور الكادر المؤهل ليدرك طبيعة التغيير وقدرته على توظيف تلك المناهج .. ولكن ضاعت انفاقات كبرى في بحر من السيئات جراء صعوبة التعامل بين العراقيين انفسهم ، ففضلا عن الفساد ، فثمة سلوكيات تشمئز منها الانفس النظيفة ، سلوكيات تتصل بالاثرة والانانية والتدنّي والاستعراضات الشخصية للعضلات ، وسرقة الافكار وتشويه الروح التعاونية بالاستحواذ والانفرادية وابقاء التقاليد البالية .. الخ والانقسامية والتعامل التمايزي بين ابناء المجتمع .. ومحاربة الكفاءات على اسس غير وطنية ، ومحاربة كل العراقين من ابناء الخارج.. والاساءة للمرأة التي لا ينظر اليها الا من زاوية واحدة ويبدأ هذا مع التعامل الذي يميز الاولاد عن البنات وغرس العقد النفسية في وجدان العراقيين من اجيالهم الجديدة .. وتكون النتيجة تخريج شخصية هزيلة منغلقة منكفئة متخلفة وبليدة ولا تعرف الا ممارسة التقاليد البالية التي تربت عليها