تحميل كتاب عبد الناصر والسينما؛ إشكالية الرؤيا بين سينما السيرة وسينما المعتقل pdf
الكاتب: جمعة قاجة
التقييم:0.00
ترى ألم يكن ممكناً الجمع بين الثورة والديموقراطية، في آن واحد، دون إسقاط أحدهما؟
نعتقد أن هذا هو السؤال المربك الذي لم يخطر ببال سينما المعتقل أن تجيب عليه، أو حتى أن تفكر في تحري إجابته، لذلك قامت برجم الثورة على أساس أن هذه السينما اختارت الديمقراطية (كما حاولت أن تفهمنا) وهو في الحقيقة اختيار ملتبس، إذ بدأ أنه موقف عداء ضد الثورة أكثر منه اختياراً للديمقراطية..
لقد بدا في لحظة أ، الخيار هو كما وضعه عبد الناصر أي بين الثورة والديمقراطية على الرغم من أنه خيار فيه الكثير مما يقال، ولكن سينما المعتقل لم تذهب نحو البحث عن حقيقة الخيار الذي يتمسك بالثورة، من جهة، ولا يفلت خيار الديمقراطية من جهة أخرى، فذهابهم خلف خيار الديمقراطية، فقط أدى إلى انخراطهم في نسق أعداء الثورة، وفي جوقة راجميها، وإلا كيف يفسر دعاة هذه السينما محاولاتهم مدح السادات وتقديمه لنا كديمقراطي، رغم أنه في الواقع نفذ حملات اعتقال أوسع واشد بطشاً مما فعله عبد الناصر..
وإذا صدقنا أن عبد الناصر كان يقوم بالاعتقالات (حسب اعتقاده) دفاعاً عن الثورة، وخياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، أي دفاعاً سياسياً عن مشروع قومي وحدوي عربي، من جهة ودفاعاً اقتصادياً عن خيار اشتراكي، من جهة أخرى، فإن السادات لم يفعل ذلك دفاعاً عن ثورة، بل دفاعاً سياسياً عن تصالحه مع العدو الصهيوني، ودفاعاً اقتصادياً عن خيار الانفتاح الكارثي.