تحميل كتاب عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية pdf
الكاتب: Mary C. Wilson
التقييم:3.94
بسبب ظروف الزمان والمكان ظل نبض حياة عبد الله متناغماً مع تنامي قوة بريطانيا ونفوذها في المنطقة وتلاشيهما. فقد تزامن ميلاده في عام (1882م) مع احتلال بريطانيا لمصر، وبلغ سن الرشد مع انهيار الامبراطورية العثمانية أخيراً تحت تأثير الضغوط الخارجية والداخلية-ضغوط مارستها بريطانيا مع قوى أخرى خارجياً، وجماعات معارضة ومستاءة، بينها عبد الله وأسرته داخلياً.
وفي أعقاب انهيار الامبراطورية العثمانية، وحين كانت بريطانيا في أوج نفوذها في المنطقة أصبح الرجل وهو في منتصف العمر صنيعة بريطانيا حين قبل بتولي قيادة شرق الأردن الخاضع للانتداب البريطاني.
وخلال سنوات شحوب “اللحظة البريطانية في الشرق الأوسط” أخيراً، حين لم يعد دوام نفوذ بريطانيا أكثر من أصداء ماضية قضى (عبد الله) نحبه صدى للأحداث التي كانت كلفت بريطانيا مكانتها في فلسطين نفسها.
تلقي ماري ولسن الاضواء علي حياة الملك عبد الله وسياساته التي ظلت تابعة إلى مصالح متبادلة بينه وبين بريطانيا التي وقفت من ورائها الحركة الصهيونية. وهذه المتابعة التاريخية للمؤلفة تعكس مدى تداخل عملية مصالح عبد الله مع مصالح بريطانيا والتي ظلت مستمرة طوال سني حياته كلها.
وتذكر بأنه وحتى قبل ولادته، كانت ظاهرة اتساع المصالح البريطانية في الشرق الأوسط خلال القرن التاسع عشر، جنباً إلى جنب مع عملية المركزة والتشدد المتناميين في الامبراطورية العثمانية والغريزة الحمائية لدى نخبة عربية تواقة للحفاظ على مكانتها ونفوذها في إطار الامبراطورية، قد أدت إلى تحريك المياه الراكدة، وبما أن أسرة عبد الله كانت جزءاً من النخبة العربية، فإن قضية تزاوج مصالح بريطانيا الإمبريالية مع مصالح عبد الله الشخصية تبدأ في مكة، ومع اغتراب الأخيرة المتزايدة عن اسطمبول.
هكذا تمضي المؤلفة في تقلب صفحات حياة عبد الله لتميط اللثام عن خفايا لم تظهر للعيان في سياسة الملك عبد الله، وتشبع الأحداث والمجريات تحليلاً وتوثيقاً لتغطي جزءاً هاماً في عمر النكبة الفلسطينية شهد خلفيات وبدايات ولادة الدولة الإسرائيلية.
موقع ابجد