تحميل كتاب طوق الهلاك pdf
الكاتب: عبد اللطيف علوي
التقييم:0.00
مُنْذُ كُنتُ صَغِيرًا…
حَفِظْتُ مَوَاوِيلَ أُمِّي وَدَعْواتِهَا في لَيالِي الْمَطَرْ
مِثْلَما أَحْفَظُ الْمُتَنبِّي وَسقْطَ اللِّوَى،
وَقِصارَ السُّوَرْ
عَلَّمَتْنِي بِأَنّا نَصيرُ إِلَى اللهِ أَقْرَبَ،
حِينَ ننَامُ علَى بَابِهِ وَاثِقِينَ
وَ مهمَا تَلاطَمَ مِنْ حوْلِنا الْمَوجُ ..
وَامتَدَّ سَيْفُ الْقَدَرْ
عَلَّمتنِي بِأَنَّ حَكايَا الصِّبَا مثْلَنَا سوفَ تبْقَى
تَعِيشُ بِأَفْراحِها، أَوْ بِأَحزانِهَا …
وَ تَموتُ إِذا بَرَدتْ جَمرةُ الرُّوحِ فيها،
تَصيرُ كَأَقْنِعةٍ مِنْ حَجَرْ
مَا نَسِيتُ الْعُهُودَ الَّتي عِشْتُها
وَ أَنا طائرٌ حالِمٌ بالرَّبيعِ
تُرَاقِصُنِي الرِّيحُ فوْقَ الذُّرَى
غيْرَ أَنِّي أَنا الْيَوْمَ يَا سَادَتِي آسِفٌ
لَمْ أَعُدْ شَاعِرَا ..
لَمْ يَعُدْ بِي حَنِينٌ إِلَى النَّجْمةِ الْواعِدهْ ..
أَوْ إِلَى قِصَصِ الأَوَّلِينَ ،
وَ دالِيَةِ الْعِنَبِ
لَمْ يَعُدْ بِي حَنِينٌ إِلَى كُتُبِي،
أَوْ إِلَى ضحِكاتِ الصّبايَا علَى الْعَيْنِ
يَغْسِلْنَ أَرْواحَهُنَّ
وَ يَرْفَعْنَ سِتْرَ الْحَياءِ عَنِ الرُّكَبِ
لَمْ يَعُدْ بِي حَنِينٌ إِلى أَيِّ شَيءٍ،
وَ لَوْ كانَ حلْمًا بَعِيدًا يُراوِدُنِي عَابِرَا
آسِفٌ سادَتِي …
لَمْ أَعُدْ شَاعِرَا