تحميل كتاب شمل تشابه ضائع pdf
الكاتب: أندريه شديد
التقييم:4.00
الشاعرة و الأديبة أندريه شديد كتبت في خمسين سنة و نيف ما يزيد على خمسة و عشرين كتابًا في أكثر من نوع أدبيّ، تتوزّع بين الرواية و المجموعة الشعريّة و القصّة القصيرة و المسرحيّة و كتب الأطفال، إلّا أنّها تبقى مشدودة منذ المراهقة إلى الشعر.
فهي تبحث عن طريق غير مباشرة للتخاطب مع المتلقّي فوق أرض القصيدة لا أرض جماعة ما. لذا بالرغم من أصولها المصريّة و اللّبنانيّة و ممّا كتبته و سجّلته في “الفرعونيّات” و “اللّبنانيّات” فإنّ أيّا من صفتي “المصريّة” و “اللّبنانيّة” لا تلحق بها، بل ظلّت بعيدة عن الخانات القوميّة و الوطنيّة لهذه الأديبة الفرانكفونيّة العربيّة الأصل، الّتي تقطن باريس إلى يومنا هذا. إنّ “شمل تشابه ضائع” مساحة تتجسّد فيها تأكيدات الشاعرة الإنسانيّة الطابع الّتي تنهلها من التوسطيّة- الّتي نلقاها في أدب العديد من الفرانكفونيّين - بوصفها شكلا من الحوار بعيدًا عن المذهبيّات، ما ينقذ الأطراف المتحاورة من قوقعتها الإثنيّة، و يمكّنها من صياغة معانٍ مفتوحة، كأنّ الشاعرة تصبو بهذا إلى جمع “شمل التشابه الضائع” لهذا قلّما نقع في شعرها على إحالات أو مراجع معروفة خارج القصيدة، و اكتفت مرّة واحدة بتمسية مكان هو “لبنان” في قصيدة واحدة. أندريه شديد تعيش التعدّد و تدعو إليه مثل قيمة عليا، و تبحث عن مكان للتلاقي في قلب الإنسان، و عن ينبوع واحد، و في النهاية عن أرض مشتركة و هي القصيدة.
التركيبة الشعريّة لقصائد الشاعرة “شديد” تستند إلى مواد غزيرة في منطلقها و شديدة الحذف في حاصلها، ممّا يجعل العبارة الشعريّة محدودة العدد و قويّة الدلالة، أشبه بأحجار قليلة، ذات احتمالات تركيب و تعيين، في المكان، عديدة و متنوّعة. فالقصيدة على حدّ قولها هي “اندفاعة، رغبة، جوع، انطلاقة، أضعها على الورق ثمّ أتركها على أن أعود لاحقًا … أجد ركامًا من الجمل… أنصرف… إلى تسويتها و تشذيبها و هندستها”.