تحميل كتاب شقة 47 pdf
الكاتب: Ahmed Gamal
التقييم:2.73
شقة 47 هي اول رواية للكاتب الشاب احمد جمال طالب بكلية الالسن جامعة عين شمس قسم اللغة التركية
اقتباس من الرواية
يأخذ اللاب الخاص به إلي غرفته حيث هي قبره الاختياري. غرفة لا يطأها إنس ولا جان، محرمة حرمة الدماء، لا تشعر و أنت بها سوي بالموت القريب، مظلمة ظلمه البحر الهائج في شهر يناير، هائجة بكل تفاصيلها، لا يدخلها إلا هو، تكاد الكائنات الحية بداخلها أن تختنق من دخان سجائره، و إن لم تختنق من الدخان تختنق من الظلام. يدخل أحمد، و يجلس في مواجهة شرفة غرفته، معليًا صوت اللاب علي أغنية لإحدي فرق الميتال woods of ypres . يغلق أحمد عينيه لبرهات، و ينتظر و ينتظر و ينتظر حتي تصدح الفرقة بكلماتها Death Is Not An Exit ، و تسحبه الكلمات و اللحن إلي عالمه الخاص؛ عالم أحمد سيف الدين. تصدح الفرقة بالكلمات و الصوت حتي يصل إلي عنان السماء، تسمع به ملائكة السماء السبع، تشتبك مع الأرواح الذاهبة إلي ربها، تتسابق معهم و كأنها في مارثون أوليمبي، تنعق و تنعق و تنعق حتي تنتهي الأغنية، و تعود مرةً أخري بفرقةٍ أخري تتسابق مع سابقتها في الوصول بأحمد إلي الجنون جنونٌ عذب يعشقه أحمد بكل تفاصيله، يشعل آخر ماتبقي له من سجائره “الملفوفة “.يذهب في رحلة لا يعلم نهايتها، و لكنه يعلم أنها سوف تشارف علي الانتهاء عند انتهائه من السيجارة. يتخيل أحمد نفسه في صحراء جرداء، سائرٌ بلا هدف، يبحث عن ما يتعلق به حتي يكون إنسان من لحم و دم. يعزف بقيثارة الحزن ترانيم السلام الأبدي، ترانيم الموت الذي بعده تبتدي الحياة، لا يكترث بماءٍ أو طعامٍ فقط. يسعي للبحث عن هدفٍ يجعل منه إنسان. يأتي الغراب صديقه الوهمي ليقف علي كتفه، و يزعق بصوته ليصبح رفيق أحمد الوحيد في هذه الرحلة. يكمل أحمد سيره في هذه الصحراء مرددًا الشعر “أيتها الملائكة اذهبي إلي حواف الجنة و انتحري ليحل محلك زبانية الجحيم. أليس لهم الحق في يومٍ أن يكونوا مكانكم؟ اذبحوا آخر عذراء علي وجه الأرض، فكلهن عاهراتٌ انبتوا ثمار الزقوم لليهود، حتي لا يكون لهم الحجة. أيتها الملائكة استريحي ليحل محلك الزبانية”. يصمت أحمد الذي عاد إلي الواقع، إلي غرفته، إلي عالمه الخاص. يتنحنح أحمد و يعتدل في نومته حيث غلبه النوم في رحلته الوهمية، أخرج نوتته التي كان يدون بها أهم أفكاره، فهو كان معنونًا لهذه النوتة بــ “ترانيم زبانية الجحيم”، و في وسط السطر في صفحةٍ صفراءٍ جديدةٍ كتب أحمد “أنا ملاك. نزلت إلي هذه الدنيا بحثًا عن السعادة حتي لم أجدها حية، وجدتها فقط مع الموتي،وجدتها فقط في زبانية الجحيم، فأنا ملاك، بكل خطيئة ارتكبتها علي وجه الأرض تحولت إلي شيطان من شياطين الجحيم، حيث في نهاية مطافي وجدت السعادة المطلقة”. أغلق أحمد نوتته و ذهب في سباتٍ عميقٍ