تحميل كتاب شعر الحرب فى أدب العرب فى العصرين الأموي والعباسي إلى عهد سيف الدولة pdf
الكاتب: زكي المحاسني
التقييم:4.50
باسمك اللهم قد اخترت موضوع هذا الكتاب “شعر الحرب فى أدب العرب، فى العصرين الأموى والعباسى إلى عهد سيف الدولة”. وهو موضوع يتناول البحث الفنى فى شعر الحرب الذى قالته العرب فى عصور مجدها تصف فيه بأس أبطالها فى حومات الوغى وفروسيتهم فى زحمات القتال، وبلاءهم فى أشرف أيامهم وأروعها، وأشد حروبهم وأقساها، حين كان بعضهم يغير على بعض أو يجتاز حدود بلاده للفتوح فى صدر الإسلام، أو يحارب جيوش البيزنطيين فى زمن المعتصم أو عهد سيف الله.
وقد عنيت فى هذا الموضوع باستجلاء مظاهر الحماسة فى شعر العرب فى الفترة التى أبحثها منذ منتصف القرن الأول للهجرة حتى منتصف القرن الرابع، وهى فسحة الزمن الذى غلى فيه شعر الحماسة كمراجل تستعر، فتوخيت إلى تلك العناية أن أعرض شعر الحرب عند العرب فى معارض شتى أجىء بها حيناً مكسوة بالسياسة وآونة محفوفة بالتاريخ. إذ لم أجد الفن وحده راضياً باحتضانها. وما كان أدب العرب ولا شعرهم فى زمن من أزمانهم بمعزل عن قضايا تاريخهم، إن كل قصيدة من قصائدهم مربوطة بحادث يمت إلى التاريخ ويمسه من قريب أو بعيد. وقد كانت عليه فى العصر العباسى
وقد اتخذت لبحثى النهج الجامعى فى التبويب والتفصيل والترقيم، معتمداً على التحليل والتركيب حيناً، والمقارنة والنقد حيناً آخر لاستكشاف الظواهر الأدبية الحماسية وربطها -إذا دعا الأمر- بأسباب السياسة أو التاريخ، وكان نهجى فى بحث شعر الحرب فى العصر الأموى خاضعاً للتيارات الأدبية فى النوازع الحزبية والسياسية، إذ كان الشعراء قد ذهبوا شيعاً متحيزين حسما دعت الأيام والبيئات، وعلى مقتضى الأساليب التى كان يريدها الساسة والحكام، ووفق التنابذ القبلى وعصبية النسب التى كانت بين اليمانية والعدنانية والتغلبية والقيسية
وفى العصر العباسى غالبتنى الطريقة الفنية التى يقتضيها الشعر العباسى وحده لضعف السياسة يومئذ وتوزع السلطان، فكنت أحاول ما استطعت أن ألفت أعنة الشعر الحماسى الفنى إلى أسباب التاريخ ودواعى السياسة، حتى أوفيت على زمن المعتصم وسيف الدولة فأخضعت البحث للنص إذ أخرجت من دواوين للبحترى وأبى تمام والمتنبى وأبى فراس، حوادث البطولة وأوصاف الحروب التى سكت التاريخ عن كثير منها أو تغافل