تحميل كتاب سراج لي pdf
الكاتب: وسيلة جمعة
التقييم:5.00
تعود إلينا الكاتبة “وسيلة جمعة” بعدَ روايتها الأولى “حبق أيلول” التي حققت نجاحاً مميزاً وكانَ لها الصدى في تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية لدى القراء ، برواية جديدة تحتَ عنوان “سراج لي” والتي تنتمي إلى الأدب الإنساني المُغيب في الثقافة العربية، حيثُ اصطبغت حروف هذه الرواية بأوجاع الأطفال وقلوبهم الحائرة.
يحمل الفصل الأول عنوان “تيتمنا دونَ علمنا بذلك”… وقد كانت الكاتبة موفقة باختيارها لهذا العنوان … فما اتعس أن يتيتم الطفل قبل تكوينه… يرتكب هذه الجريمة اثنان بخطة محكمة وهم بكامل لذة النشوة… ليكون الطفل هو الخطيئة والمجرم بنظر المجتمع… ولكن ما الذي ارتكبه هذا الطفل؟… انه لا يعرف اسم والديه حتى… ما أبشع أن يكون الحكم هو الخصم … ذلك هو مجتمعنا.
سارية ابنة الأربع سنوات … طفلة الميتم … ما ذنبها لتتحمل لؤم ذلكَ اليُتم… وما شعور أمها حينما تركتها للمجهول.
ومن المقاطع المؤثرة في عتمة ذاكرة بطل الرواية “سراج” عندما كانَ طفلاً عندما قال “ وكأنَ وطننا تُركَ كغنمة للعابثين لكي يعيثوا فساداً فيه حينما سألوني مَن تُريد أن يبقى معكَ والدكَ أم والدتكَ؟ لا بُدَّ من قتلِ أحدهما “ فكانت الضحية هي أمه.
وما هي المرحلة التي وصلت إليها “أرام” بطلة الرواية من الظلم الذي حاطَ بها عندما قالت” أنا لا أحب الإنسانية حتى إني لا أحبُ ذاتي .. لا أطيقها فعلاً .. ومتى أتيحت لي الفرصة لأُقدم بمجزرة جماعية سأقوم بها”.
ما يميز الكاتبة “وسيلة جمعة” في كتاباتها بأنها تنظر من منظور العارف بحقائق الأمور في المجتمع و تستشرف ما سوفَ تؤول إليه في المستقبل.
وأما من الجانب الفني للرواية فإنَّ الكاتبة “وسيلة” تمتلك العناصر الفنية للرواية، ولديها ما يكفي من الصور الجمالية لتوصيف المشهد و تقديم الحبكة الدرامية لشخصيات الرواية وكل هذا يأتي من خلال الواقع الملموس لثقافة المجتمع.
حقيقة فإنَّ الكاتبة كانت مرهفة في تصوير وتحليل أحداث الرواية وتقديمها للقارئ، كما تمكنت من إحكام قبضتها على شخصيات الرواية لإعادتهم إلى جادة الصواب وهي طريق معرفة الحب إذا انحرفوا نحو الكراهية لبعضهم.
التعليق على الكتاب بقلم بسام علوان
مدير مكتبة علوان للكتاب التراثي و المعاصر