تحميل كتاب ساذج وسنتمنتالي pdf
الكاتب: هدى عمران
التقييم:3.80
«1»
في أيام الجُمَع ألقي بالجسد في اتجاه العدم،
أستمع للموسيقى ثم أفكر بمأسوية في الحياة .
المرأة البوهيمية ليست نادمة على أي شيء؛
لا الخير الذي لم تفعله أو الشر،
هي فقط تعوي،
ثم تحط على رأسي مثل عصفورٍ مسكين؛
يأكل قطعة من الدماغ ليغني.
«2»
ها أنا أهَبُ اسمي للأطيار والريح.
سأتألم من أجل حكاياتي وحدها؛
لأجل الألم وحده،
لألحاني المشتتة.
صوت الحياة الذي سمعته يغني بجَزَع على زجاج نافذتي،
صوتُ الحرب الذي لا يعي شيئاً.
لأجلِ الذاكرة التي ارتسمت على الزجاج وتسربت كالمياه من راحة اليد.
لأجل الصخرة التي جرحها أحباءٌ مطيورون.
لأجل آثار الأقدام التي مرت من هنا ذات يوم.
ها أنا أهبُ جسدي للعالم
هيا طيّريه يا رياح؛
قطعة قطعة،
ابدئي من العِظام؛
التي وحدها ستبقى بعد الموت؛
لتتحول إلى لحاء شجرة
لا أريد الموت
لا أريد الحياة كشجرة
لا أريد الرسوخ على هذه الأرض
طوّحيني يا خمرة العالم،
دوّخيني مثل رَحَى
طيريني كأغنية هائمة في البراري
خذي شَعري واجدليه على عيون الحياة
خذي صَدري وألقميه للجوعى
خذي اسمي قبل أي شيء
خذي فمي وغني بهِ
خذي فمي وقبّليه.
«3»
حدّثني عن الجِنس أو الموت
عندما تعتلي أسراب النمل حوائط البيت،
عندما يعلو صوت اقتلاع الجذوع من عظامي،
عن اللحم الذي يختلط باللحم،
أو عندما أتمدد بين سرب متجه نحو فنجان القهوة وآخر متجه نحو فمي؛
لتأكلني وآكلها
حدثني عن الجنسِ والموت،
عن الصوت المجنون الذي يصل بينهما؛
أسطورة الرجل الغريب الذي ندّعيه طوال الوقت،
المرأة المخيفة التي تحيا في الظِلال بينما تمص دم الراحلين كل ليلة،
خيط المزّيكا الذي يتسرب من خلف النوافذ،
الفئران التي ترتع في الباحة.
حدّثني عن أكثر الأصوات وحشية في غابتك الملعونة،
عن دماغك التي أكلتها التجربة،
الجوع الذي ثقب قلبك.
أو حدثني بعاطفية عن طفولتك،
عن رأسك وهي تخرج للحياة.
حدثني هكذا
ونحن نتمدد على الحافة؛ رأسانا للهاوية وأقدامنا في وجه العالم،
أو ونحن نتمدد ها هنا؛
رأسك على صدري،
وفي يدي سكين
«4»
أستطيع كتابة قصيدة عن الثورة وتستطيع أنت حذفها
في ليلٍ من ليالي المضاجعة العنيفة؛ كانت المشاعر على آخرها،
وفناجين القهوة ممتلئة بالويسكي ماركة black label.
الأجنة التي صارت كياناً فيما بعد كانت تتكون وتشاركنا النشوة، والموسيقا كانت على هيئة مارش عسكري.
قبل لحظة الذروة بثانية لمحتُ فأراً ضخماً وراء الستارة الحريرية.
تكومتُ في الرُكن بعد صرخة هستيرية ممطوطة، وقلتُ إن المحبة لا بد ضائعة.
اجتمع أهل الحي كلٌ بسلاح. كان هناك من يمسك مسدساً، ومن يملك بندقية، ومن يمسك ساطورا، ومن يشهر سيفا، ومن يرفع عصاه.
كلنا رفعنا أيدينا في وجهِ فأر
عندما سالت الدماء على السجادة؛ سكبنا عليها ما تبقى من زجاجة الويسكي، وبدأنا في مضاجعة أخرى.