تحميل كتاب رعاة ظلال.. حارسو عزلات أيضاً pdf
الكاتب: عماد فؤاد
التقييم:3.20
أعدها “عماد فؤاد” وتصدر في الجزائر … أنطولوجيا أولى لقصيدة النثر المصرية
أعد الشاعر المصري “عماد فؤاد” الأنطولوجيا الأولى لقصيدة النثر في مصر واختار لها عنواناً هو “رُعاةُ ظلالٍ.. حارسو عُزلاتٍ أيضاً” ووضع لها مقدمة، وأهداها إلى روح الشَّاعر الصديق “أسامة الدناصوري” الذي رحل عنا، وإلى أرواح مبدعين آخرين فقدناهم في أوج أعمارهم “مجدي الجابري”، “سيد عبدالخالق”، “وائل رجب”.
ويكتب “عماد فؤاد” في مقدمة الأنطولوجيا التي تصدر خلال أيام في العاصمة الجزائرية في مناسبة تسميتها “عاصمة ثقافية عربية للعام 2007” “نعم… نحن رُعاةُ ظلالٍ، وحارسو عُزْلات أيضاً. طوال عقود، و”قصيدة النَّثر” المصريَّة تتواجد في الظِّل، وتنأى بنفسها عن أضواء النِّيون المشعّة في ردهات المهرجانات واحتفالات المؤسَّسات الثَّقافية المصريَّة الرَّسمية، صرنا نتعرَّفُ بعضنا إلى بعض مثل لصوص الحانات ومجرمي الطَّريق، نخطُّ سطورَنا ثم نمحوها، لنخطَّها من جديد، ندَّخر من مالنا – القليل أصلاً - كي نطبع كتبنا على نفقتنا الخاصة، ثم نوزِّعها على أصدقائنا يداً بيد، أو عبر عناوينهم البريدية الموزّعة على شتَّى بقاع الأرض. نحن - في عرف الآخرين - أولاد ضلال، وأفَّاقون، وتجَّار كلمات، وفي أفضل الأحوال نحن أصوات “لم تتشكَّل خصوصياتها بعد”، ومحاولات “لم تزل في طور التَّكوين”، وحين نعرِّف أنفسنا، نقولُ بابتسامةٍ “نعم، نحن رُعاةُ ظِلالٍ، وحارسو عُزْلات أيضاً”.
ستكون هذه الأنطولوجيا – في ظنِّي – الأولى من نوعها، وعلى الأرجح؛ ستكون أوَّل أنطولوجيا لقصيدة النَّثر المصريِّة تصدر حتَّى الآن بين دفَّتي كتاب، وليس غريباً أن تصدر في بلد آخر غير مصر، صدورها في بلد كبير في حجم الجزائر لا يدهشني كثيراً، بل يكاد يكون متسقاً أكثر مع طبيعة تلك النُّصوص وشعرائها. فحتَّى هذه اللحظة، لم تزل المؤسَّسة الثّقافية الرّسمية في مصر تتمسّك بشعرائها المكرَّسين لتزيد من تكريسهم، وتنفي شعراءها الجدد وكأنَّهم أبناء سفاح. ليكن، نحن أيضاً تعوّدنا على ذلك، على رغم أن شعراء قصيدة النَّثر المصرية احتلوا - خلال العقدين الماضيين - متن المشهد الشِّعري الرَّاهن، فيما تمَّت إزاحة الشُّعراء الآخرين إلى الهامش، حدث هذا من دون مساندة الصَّفحات الثَّقافية أو المنابر أو الدّوريات أو المجلات الرَّسمية المصريَّة البائسة، بل دعنا نقول إنَّ المبدعين المصريين قدَّموا خلال السنوات العشرين الماضية منابرهم المستقلَّة، التي أخرجوها إلى النُّور من مالهم الخاص ووزَّعوها بأنفسهم، وهي التي أفرزت أجيال مبدعيها الرَّاهنين(…).
قصرنا أنطولوجيتنا هذه – إذاً – على شعراء النَّص الشِّعري المصري الجديد، ذلك النَّص المنفي قسراً في وطنه، رغبة منَّا في اكتشاف أرض جديدة، أرض طالما غضَّ الآخرون أبصارهم عنها تحت وطأة ما أشيع عن أصحابها من “غموض” و “فقر في الموهبة” و “شحّ في الأفكار”، سعياً منهم إلى وضع هذا النّص في “الإقامة الجبريّة”، وتضييق خناق التّعتيم عليه ووأده بمحاولات مستمرّة ودؤوب يحسدون عليها.
ومن الأسماء التي ضمتها الأنطولوجيا عماد أبو صالح، أسامة الدناصوري، عبد المنعم رمضان، حلمي سالم، رفعت سلام، جرجس شكري، أحمد طه، كريم عبد السلام، ياسر عبد اللطيف، عماد فؤاد، فاطمة قنديل، محمد متولي، إيمان مرسال وسواهم.
“الجزائر”
عن صحيفة “الحياة”
4 فبراير 2007