تحميل كتاب راقصيني قليلا pdf

تحميل كتاب راقصيني قليلا pdf

الكاتب: زاهي وهبي

التقييم:3.59

تاريخ النشر: 2009
Goodreads

“..أتعبتني البداهة والبلاد المنذورة للبلاغة والإنشاءأتعبتني المسلمات..”، يقول الشاعر، ليعبّر في هذا الديوان، عن هاجسه في خوض تجربة البحث عن صياغة جديدة، وفي تجربة صياغة بحث جديد.
ينتقل من موضوع يهّمه إلى موضوع آخر يعتبره هاماً، بوضوح ومهارة دون مواربة أو مواراة.

تحتلّ المرأة الحيز الأوسع من وجدانه وصوره ومعانيه، بأشكالها المتعددة وأدوارها المتنوعة. يتشبث بالحبيبة الزوجة ويعاهدها “لن أقع ثانية في الحبلن أغني لسواكِ..”، ويتغنى بها “..الليل يماطل كي لا يغادر شعركوليلُك قبلتي وقبيلتي..”، ويشدد على مكانتها وأهمية وجودها في حياته وفي صلب دوافعه “..حين لا يتسع ليلك ليلا ضرورة للنهار.”، ويعبّر عن حاجته لها والتصاقه بها “..أمرُّ على عريّ كتفيككهارب من ضفة إلى ضفةأرمي صوتي بين نهديكِأتنفس في خرز ظهركِ..”. سيستمر مع الوقت ومرور الزمن في حبها أيضاً وأيضاً، حين يصير “..ثمة أدوية على المنضدةسُعال في الأروقةزينة أقلّزياراتك إلى المزّين نادرة جداإلى الطبيب أكثر..”، وحين تختلط الأدوار بين الحبيبة والزوجة والأم، حين تصبح صورة أم أولاده، كصورة أمه بالذات.

يفخر بإحساس الأمومة، وينشد شعراً لأمه، ولحبيبته وزوجته التي أصبحت أماً بدورها “..لأوجاع الأم السعيدة لمسّ في عروق الريحلحظة التقاء الوالدة بالمولودةهذا الحضن أول البلادهذا الثدي نُطفة الطمأنينة.”

عرف الشاعر أيضا طعماً مختلفاً لدور جديد من أدوار المرأة في حياته، دور الابنة، الذي لم يتذوقه من قبل. يدعو لوليدته دعاءً طويلا ليحميها من كل ما ليس بيده حمايتها منه “..ليرحل الغزاةقبل أن تتعلمي المشيليسقط الطغاةقبل أن تنبت أسنانك الحليب.”

للشاعر بول شاوول الذي خضع لعملية القلب المفتوح، حصة في هذا الديوان “..يجيء بنجمة إلى مقهاهبنسمة شابة لم يراقصها أحد بعد..”، فهو “نزق كجندي سُرّحّ قبل الأوانعلى كتفه طائر سريّبين يديه مدينة استيقظت لتوها..”.

ويقول في “أقلام محمود درويش” “..لكن موتك ـ كما توقعتَ ـ زادك وسامةوزادني انحناء.يكتب الغياب أغنيتي ويكتبنيفهل أكتبك الآن أم أكتبني؟..”

في عصر السرعة “..لا وقت للوقتالأيام قطار كهربائي سريع..”، نسي الإنسان أنه كائن عابر، فلم التكبّر والتجبّر و”..القصيدة التي تكتبها الآنالقصيدة التي تقرؤها الآن تعمّر أكثر منككل شئ تقريبايعمّر أكثر منك..”؟ ً

يقدّم الشاعر لمحبي الشعر، هذا الديوان الجميل والمميز، حيث يبرع في تطويع اللغة الشعرية بليونة ومحبة، ويجعلها تبدو وكأنها إن وجدت فلتكون مطاوعة لمزاجه ومشاعره وأوجاعه، كما لرؤيته وتساؤلاته وبنات أفكاره.