تحميل كتاب دروب التأويل؛ بحث في مسالك التأويل في الثقافة العربية pdf
الكاتب: مصطفى شميعة
التقييم:3.67
مازال البحث في التأويل وعن التأويل في الثقافة العربية والإسلامية من المباحث التي لم تعط لها أهميتها العلمية البالغة، وذلك من باب أن مجاله صعب الارتياد، وعر المسالك، خطير المنعرجات، والقول فيه يبقى نسبيا مادام أن الفهم هو نفسه عميلة معقدة ولا تتسم بالإطلاقية والشمول.
والحال أن هذا القول وبقدر ما ينم عن قصور في مواجهة مغالق الفكر ودلالاته والمعنى ومستوياته المتشعبة، فهو يعكس أيضا ضربا من النزوع نحو الاستكانة العلمية التي لا تسلم بالمظاهر في سطحيتها، فتقف عند حدود أبوابها الأولى باحثة عما يواكب منزعها المنهجي فقط، في حين تبقى الحقيقة عالقة بين الأذهان لا في الأذهان. إن التأويل ضرب من المعرفة الكاشفة عن نقاب المعنى، عن الدلالات المستقرة في قعر الأشياء. وهو بذلك منزع علمي يتوخى الفهم ولا يطمح لسواه. إن رحلة التأويل في سبر أغوار الأشياء ومنها النصوص في مختلف نوعياتها، ليست رحلة عادية، انطلاقة ولا وصولا، كما أنها وهي كذلك فهي ليست شاقة ولا عسيرة، بل هي رحلة ممتعة تجمع بين الغوص في ردهات المعنى وبين استجلاء المفاهيم والدلالات التي لم يسبق أن ارتداها أحد من قبل، هكذا يكون التأويل ممتعا من حيث كشفه للمستور، وتعريته للباطن من باب الفهم الذي يسعى إلى معرفة الأشياء بدلا من جهلها. إن جهل الأشياء وجه من وجوه النكوص والانغلاق الذي يفضي إلى التحجر والتخلف. لكن هذا لا يعني أن التأويل هو التقوُّل بلا حدود ولا أسيجة تسطِّر أحيزة التفكير ومجالاته. بل إن ذلك يمكن أن يكون مطية لدعاة التحريف لركوب الغموض والدخول في أقبية الاستعصاء الذي ينجم عنه الخلاف القاتل. لا الاختلاف الرحيم.
إن معاناة الثقافة العربية الإسلامية من الخلافات التي تغتال الفكر الحر أضحت اليوم من علامات احتضارها، ولسنا هنا للتأكيد أن السبب المركزي وراء ذلك يكمن أساسا في أغلاط التأويل ومنزلقاته التي تسقط فيها الأقلام التي تروم فهم مجادلاتنا الفكرية والسياسية، منذ الصراع الكبير الذي انفجر بسبب الخلافة، وما ترتب عنه من خلافات مذهبية بين الفرقاء ورجال الفكر إلى زمننا المظلم هذا.
إن السبب الذي يكمن وراء إستفحال التخلف واستعصاء التنور، يكمن في سوء فهمنا لذواتنا وأفكارنا أي لسوء تأويل هذه الأفكار، وبالتالي فلا مجال للحديث هنا عن تخلف ثقافتنا ومنظوماتنا الفلسفية والفكرية أو الدينية بقدر ما هو تخلف في طريقة فهمنا لهذه الثقافة ولهذا الدين، مما ينجم عنه الكثير من اللبس وسوء التقدير. إننا الآن في أمس الحاجة إلى نوع من الفهم الذي يتخطى المزالق المعتادة، ويؤسس لنفسه منطلقا جديدا لفهم النص فهما بريئا من الفهم المغرض. فهل تستطيع الذات العربية القارئة مراجعة طريقة فهمها للمتون الفكرية التي بين أيديها؟ هل نستطيع التدشين لنوع من الرؤية المتحررة من القراءات الإيديولوجية والمؤسسة لتصالح جديد مع الماضي والمستقبل؟
إن هذه الأسئلة هي التي تكمن وراء إشرافنا على إعداد كتاب دروب التأويل، إذ من خلاله نروم الإجابة الضمنية عن مرتكزات التأويل في السياق الثقافي العربي الذي يبحث عن كيفيات الفهم وأنماطه داخل العقل العربي فمن خلال فهمنا هذا نستطيع أن نبلور أسئلة المستقبل الفكري الذي ينتظر أبناءنا، وبدون هذه الأسئلة تسقط ثقافتنا العربية في فعل الاجترار والنقل نقل معارف غيرنا لنا دون احترام خصوصياتنا الحضارية والتاريخية.
تنطوي فكرة الكتاب على القول بوجود ممارسات تأويلية بالثقافة العربية القديمة انطلقت من رحم واحد هو النص الديني، وتشعبت في مسارات مختلفة، منها ما هو فكري فلسفي ومنها ما هو نقدي أدبي، ومنها ما أفرز نمطا من الكتابة السياسية التي ساهمت في تغيير مسارات شعوب خضعت للحكم الإسلامي وأخذت بمقتضياته التشريعية، مما أفرز تراثا إبداعيا متنوعا احتاج إلى ممارسات تأويلية متعددة. لكن هل كانت هذه الثقافة تنبني على ثقافة منهجية ووضوح في الرؤية؟ هل كانت تساعد في بناء آليات للفهم قادرة على استيعاب اللحظة التاريخية والسياق الثقافي ومتطلباته ؟ هل كانت فعلا نمطا من المعرفة المستشرفة لبناء المستقبل المختلف؟ هذه الأسئلة تجيبنا عنها نخبة من الأساتذة المهتمين بالتأويل و إشكالياته بالثقافة العربية الإسلامية، ضمن هذا الكتاب الذي نتمنى أن يجيب عن أسئلة القارئ ويبدد بعض الغموض الذي لديه حول إشكالية تخلفنا الفكري والاجتماعي والحضاري الراهن.
دكتور مصطفى شميعة
المغرب
المحتويات
الموضوع
مقدمة
الفصل الاول
في مسارب التأويل الأدبي
مشكلة الفهم في تأويل القصيدة العربية القديمة
د.مصطفى شميعة
1- مسألة التسمية .. الجاهلي
2- مسألــــة بــــداوة الشعــــر
3- الشعر الجاهلي وأثره في الأدب العربي
4- في البحث عن أصول معاني الشعر الجاهلي
5- عجز المناهج الحديثة في فهم القصيدة القديمة
الهوامش
الاستراتيجيات النصية وفعل التـأويل قراءة تأويلية لرواية نجمة للكاتب الجزائري كاتب ياسين
د. كريمة بلخامسة جامعة
الاستراتيجيات النصية (les stratégies du texte)
المبحث الأول الرصيد في النص الأدبي
المبحث الثاني الصورة الأمامية والخلفية
المصادر والمراجع
الفصل الثاني
تأويل النقد ونقد التأويل
ركائز التأويل …النسق ..الخطاب..الثقافة
قراءة أبيات المعاني د. محمد عبد الباسط عيد أبو السعود
1-أبيات المعاني … المصطلح والمفهوم
2- دوائر التأويل
المدونة الأولى “معاني الشعر” لـ”أبي عثمان سعيد بن هرونةالأشنانداني”(ت288هـ) “
المدونة الثانية المعاني الكبير في أبيات المعاني” لابن قتيبة -انسجام النص. مفاهيم وقضايا
في ترتيب الكتاب وتبويبه
هوامش ومراجع
الفصل الثالث
تأويل النص الديني
التدبر أو أفق تأويل النص القرآني
د.خديجة عنيشل
الاشتقاق ومنطق تأويل الكلمة
التأويل بين السياق النصي والسياق الاجتماعي
تأويل الكلمة القرآنية الدلالات المفتوحة على العوالم المختلفة
الهوامش والمراجع
التأويل الدلالي والجمالي للمستوى الصوتي في القرآن الكريم نحو نظرية تأويلية عربية قرآنية د.خالد كاظم حميدي
المبحث الأول التأويليةالمفهوم والتأسيس والإجراء
المبحث الثاني البعد الإيحائي للمستوى الصوت وإشكالية كشف المعنى والأثر الجمالي بين القدماء والمحدثين
المبحث الثالث أهم الـظواهر الصوتية في القرآن الكريم وتأويلها دلاليا وجماليا
الخاتمة
مسالك الخطاب وتجاوز المعنى مقاربة في التأويل المقاصدي
د. محمد محمد يونس علي
1-مقدمة
2- المسالك
3- الغايات والأغراض والمقاصد
4- المعنى والمقصد
5- طبقات المعنى
6- من التلفظ إلى الخطاب
7- أنواع مسالك الخطاب
7، 1- المسالك البيانية
7، 2- المسلك الموقفي
7، 3- المسالك البنائية
7، 3، 1- المسالك النظميّة
7، 3، 1، 1- الدلالة الكلاميّة والسكوتيّة
7، 3، 2- المسالك التأليفيّة
7، 3، 2، 1- المسلك السرديّ
7، 3، 2، 2- مسلك الوصف
7، 3، 2، 3- مسلك الاستدلال
7، 3، 2، 4- مسلك الشرح
7، 4- مسالك السَّوْق
الخاتمة
المراجع
الفصل الرابع
تأويل التأويل
• “النص بين مقاصد المنتج وتأويل المتلقي”
د. نوارة بوعياد
تمهيد
1_مفهوم النّص في التصور الظاهراتي
2_القصد والمقصدية
2_1_دور المقاصد وأهميتها
2_2_القصدية والمقبولية
2_2_1_المقبولية واستراتيجيات التلقي
3_القراءة والتلقي
3-1-مسار فعل القراءة في الثقافة الغربية
4_التفسير والتأويل
5_تأويل النّص الأدبي
5_1_بعض الآراء
5_2_دور السياق في التأويل
5_3_التأويل السياقي المتَّسِق
الهوامش