تحميل كتاب حكايات الفراغ والضجر pdf
الكاتب: Nouf Alsaidi
التقييم:4.20
لا أصدق كم تبدو الأشياء ذات المعنى بعيدة ومنيعة، بينما الأشياء التي أصل إليها لا يجمعها أي رابط، وكل فتنة أنجح في لمسها تصبح فجأة عادية وتافهة، لكنني مع ذلك أصدق الصوت الذي يحثني أن أستمر.
أخذنا الحياة على أنها بحث ومقارعة وعناد. أن نكون أحياءً يعني لنا أن نكون متورطين في أشياء حقيقية، أشياء عديمة القيمة على الأغلب، ولكن حقيقية.
العيش بسلام هو أكثر أشكال الحياة قبولا، لكننا لا نريد العيش بسلام؛ إننا نريد أن نشاكس، نريد أن يكون لنا موقف من كل قضية، قد يكون موقفا غير مصيب، وقد نندم عليه حين نتذكره لاحقا، لكننا في خضم تلك الذكرى لن ننسى أننا سجلنا موقفا، وتعذبنا لأجله.
إنهم يصفوننا بالبهائم لأننا احترمنا رغباتنا، ويتهموننا بالعصيان لأننا خضعنا للضمير، لأننا لم نرضَ بأن نكون مكررين. إنهم يصفوننا بالبهائم فقط لأننا لم ندخل الحظيرة سندع الناس يُشغلون بما يُتفق على أنها “الأشياء النافعة” أما نحن فلا يكفينا ذلك، نحن نريد الولوج إلى صميم الكلمات والأحداث والأفعال. شيء ما يحترق، أما نحن فسنتحلى بكل ما يلزم من الشجاعة لنفكر في تعاستنا. إنها طريقتنا في تمضية العمر
إنني أصعد ثم أهبط، أضيء وأنطفئ، وإنني لألغي المسافة ثم أصطدم وأتألم، إنني أنغمس حتى أكاد أختنق، وإنه ليغمرني الرماد فأتوب. لا تعجبني الأيام أحياناً فأرفضها، كل شيء نعرفه بدأ من الرفض. وهذا هو الموقف الذي أريد تسجيله.