تحميل كتاب حب في قندهار pdf

تحميل كتاب حب في قندهار pdf

الكاتب: محمد الزهراني

التقييم:2.89

تاريخ النشر: 2016
Goodreads

من الرواية

5_
الخطوةُ الأولى

أوّل مَنْ نَفّذَ من جمارك المطار، سند رشدان، هذا أمرٌ طبيعيٌّ ليس فيه ما يدعو إلى الرّيبة إلّا أنيابه المتباعدة، وحقيبة سفره الفارغة إلّا من ثوبٍ قذرٍ وسروالٍ قديمٍ وشماغٍ برتقاليٍّ كأنّه لم يغسل منذ سنةٍ.
عبرت أنا، واستوقف موظّف الجمارك حقيبة سليمان، وراح ينبشها،
وسأله بكل سذاجه
- لماذا جئتم إلى باكستان؟
- بذكاءٍ أجاب سليمان “جئنا لدراسة الطّبّ”
الكلّ ينظر نحونا، ثيابنا تدلّ على هويّتنا، ماعدا سليمان، الّذي كان يرتدي ملابسَ رياضيّةً فضفاضةً، ولا تشير ملامحه الوسيمة، وبشرته البيضاء، إلى أيّ دلالةٍ على تلك الصّحراء الّتي جئنا منها.
لقد واجهنا صعوبة الحصول على تاكسي، وكان ذلك بعد انتظارٍ طويلٍ، وقضَيْنا أوّل ليلةٍ في نُزلٍ متواضعٍ وكئيبٍ. وفي الأيّام الآتية، وجدنا مَنْ يدلّنا إلى الجهات الّتي تنتظرنا، حتّى وصلنا إلى مكتب الخدمات في إسلام أباد، وهناك بدأت حكاية التّيه.
استقرّ سليمان على رغبته، بالانضمام إلى إحدى الهيئات الإنسانية الّتي كانت تقوم بأعمالٍ إغاثيةٍ للمجاهدين الأفغان في أثناء حربهم مع الرّوس.
ربّما حبّه للطّبّ وخدمة الفقراء والجرحى، جعلته يختار الإغاثة، وربّما أنّ سليمان لم يتعوّدْ شظف الحياة، أو أنّه كما عرفنا شخصيّته تنبذ العنف والإقصاء والتّطرّف.
المهم أنّني والبدوي سند رشدان، اخترنا القتال والذّهاب إلى بيت الأنصار، تلك المضافة الّتي تستقبل المتطوعين، وتحتويهم، ومن ثمّ تختار لهم جبهة القتال المناسبة.