تحميل كتاب حبق أيلول pdf
الكاتب: وسيلة جمعة
التقييم:4.67
انبثقَ عنون رواية حبق أيلول من تلكَ النبتة الجميلة التي تُزينها الأزهار البيضاء و وردية اللون والتي تنشر عبقها في جميع الأرجاء حولها، تنمو هذه النبتة في شهر أيلول وتبدأ رحلة حياتها وتستمر في نشر رائحتها الذكية لبقية عمرها، وكذلكَ المرأة لا بدَّ لها من تجديد فكرها وتحرير عقلها من الرواسب التقليدية لتبدأ حياتها من جديد وتنشر الوعي على مدار حياتها كنبتة الحبق.
◼️ بيَّنت الكاتبة “وسيلة جمعة” من خلال روايتها ( حبق أيلول) المسكوت عنه في المجتمع المتسلط على العواطف الإنسانية، وقد تمكنت الكاتبة من البوح بذلك من خلال شخصيات روايتها لِتُطلق الصرخة المكتومة من داخلهم وخاصةً النساء، ولتعبر عن حالة المجتمع القائم على الرؤية الإزدواجية للحدث الواحد، وما آلت إليه الموروثات “الغير قابلة للحوار” وكأنها أضحت من المقدسات التي لا يجوز المس بها.
تأخذنا هذه الرواية إلى داخل أعماق المجتمع لنستكشف ما لم نستطع التعبير عنه نتيجة عوامل اجتماعية متعددة.
◼️ امتزجت كلمات وحوارات أبطال الرواية بالأوجاع الداخلية، والقلوب البائسة، وجاءت لتصور لنا معاناتنا مع ذاتنا من خلال فكر الآخر، والاضمحلال الفكري المتواجد في المجتمع المتناقض مع ذاته.
لقد اتكأت الرواية على وضوح الأحداث في عمق مآسينا لتصور لنا مشهد الصراع الحقيقي للثقافة السائدة في المجتمع، و كل هذا مرتبط بالمكان و الزمان في تلك الحقبة من موضوع أحداث الرواية.
◼️ إنها روايةٌ يمتزجُ فيها الألم والحزن ولكن رغمَ ذلك تتلألأ فيها بهجة الحياة و النور الوجداني المنبثق من أرواحنا و رهافة الحس الإنساني بقضايا المجتمع وذلك من خلال روعة التعبير و سحر الكلمات و الجمل - التي استوقفتني طويلاً و أنا أتأملها – التي تأخذنا إلى عوامل أخرى فيها المتعة والحكمة لتضعنا في ملعب الأحداث لنعيش بذواتنا مع أبطال الرواية الذين يتكلمون بحالنا - بضمير الغائب- .
حقيقةً لقد أبدعت الكاتبة “ وسيلة جمعة “ و برهنت بأنها واحدة من الكاتبات المرموقات و المبدعات – في عالمنا العربي – في معالجة القضايا الاجتماعية على الرغم من كل العوائق و الموروثات التي بناها المجتمع بنساء الشرق.
- وهذه بعض الاقتباسات التي وردت في الرواية
<< أُعانق الحياة ملء الكون لكن دون صوتٍ، أُعانِقهُ بصمتِ مَن يُعانق صمتي، عانِقوا موتي >>
<< أيتها السماء أمطري لعنة، صاعقة، إما تجمعنا أو تموتنا >>
التعليق على الكتاب بقلم بسام علوان
مدير مكتبة علوان للكتاب التراثي و المعاصر