تحميل كتاب حاصد الأرواح pdf

تحميل كتاب حاصد الأرواح pdf

الكاتب: عمرو ممدوح

التقييم:2.67

تاريخ النشر: 2018
Goodreads

وقف الطفل الصغير الذي لم تتجاوز سنواته التسع سنوات في هذا الليل الشتوي القارس بملابسه الخفيفة المهلهلة وسروال تعددت ألوانه بفعل الرقع التي لا حصر لها ، وقف خلف شاهد أحد القبور يتابع هذا المشهد الغريب ..
عجوز محني الظهر نحيل الجسد والوجه ذو أنف مدببة كمنقار طائر يرتدي صديري وشورت داخلي طويل وعلى رأسه طاقية من الصوف الخشن ..
أمسك العجوز بفأس وأخذ يزيح سطح التربة بجد ونشاط ليصنع حفرة عميقة بأسفلها ظهر باب من الحديد الصدئ ..إلى هنا المشهد معتاد فهذا العجوز ( تربي ) المنطقة منذ عقود وما يقوم به أمر روتيني عند حضور أحدهم وإبلاغه بوفاة شخص ما … لكن الساعة التي تخطت منتصف الليل بساعتين هو أمر مختلف كما أن هذا القبر القديم منذ أن فتح الطفل عينيه الواسعتين لم يراه يفتح أو حتى يأتي أحد بزيارته كأنما إنقرض نسل ساكن هذا القبر ..
إنتهى الرجل من الحفر قبل أن يخرج من جيبه سيجارة وحيدة يشعلها لينفث دخانها ثم يسعل ويسعل بشدة لينظر خلفه ويشير بيده إشارة غريبة ظهر بعدها رجل كان يختفي في مكان ما ..
لم تظهر ملامح الرجل فثيابه السوداء وذلك الغطاء على رأسه يشبه ثياب جواسيس الملك أيام العصور الوسطى عباءة ذات غطاء رأس تدلى على عينيه فاختفى نصف وجهه العلوي ، وعلى كتفه حمل صرة من القماش لونها أيضا أسود ،
مد الرجل المتشح بالسواد يده إلى إسماعيل التربي بشيء قبل أن ينزل إلى القبر ، فهم الغلام أنها أوراق نقدية عندما قبلها إسماعيل ووضعها على رأسه قبل أن يدسها في جيب الصديري ..
إختفى المتشح بالسواد داخل القبر قبل أن يقول إسماعيل بصوت مرتفع
- أتوكل على الله وأقفل ؟
لم يسمع الغلام صوت الرجل بالداخل لكن جسده إرتعد بشدة ليس من الطقس البارد ولكن عندما ثبت إسماعيل الباب الحديدي الصدئ وأخذ بمعوله يعيد التراب مكانه …
إذن الرجل دفن نفسه حيا
وقد دفع جيدا لإسماعيل التربي ..
لم يتمالك الطفل نفسه فأسلم رجليه للرياح وجسده كله ينتفض ..