تحميل كتاب جذور الثورة الإسلامية في إيران pdf
الكاتب: سبهر ذبيح
التقييم:3.00
سرعان ما سيكتشف قارئ هذا الكتاب اللافت أن سبهر ذبيح ربما كان الطالب الأبرز للسياسة القومية والثورية الإيرانية. وبالتأكيد فإن دراسته عن الحزب الشيوعي الإيراني (توده) باتت الآن من الكلاسيكيات الراسخة، وهي دليل على مكانة سبهر في هذا المجال. يركز كتاب سبهر الجديد على الصراع بين الشاه، الملك الوريث، والقائد الجمهوري القومي الثوري الكارزمي الدكتور محمد مصدق. إن واحدة من الخدمات التاريخية الكبيرة التي قدمها سبهر، من وجهة نظرنا، تكمن في أنه بدد وهم الأسطورة التي أثقلت العقول والتي تقول بأهمية دور وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في سقوط مصدق وعودة الشاه إلى السلطة. ومن منظور معين لم يكن دور وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الأحداث التي جرت في تلك المناخات على جانب من الأهمية، برغم مزاعم بعض الرجال شأن كرمت روزفلت التي لا اساس لها. وإذا كان لا بد من دور فإن دور المخابرات البريطانية ربما كان أهم من الدور الذي لعبته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. لقد سمحت الانقسامات بين القوى السياسية سواء من اليمين أو اليسار، وحتى درجة كبيرة، بعودة الشاه وسقوط مصدق. اليسار الذي توزعه القوميون والماركسيون والشيوعيون، واليمين الذي توزعه رجال الدين المرجعيون المصابون برهاب الأجانب، ونظراؤهم من الليبراليين. لقد كانت اضطرابات عامي (1951-1952) إيرانية في المقام الأول وذلك بطبيعتها وبنيانها وتركيبها، تماماً كما كانت ثورة الخميني المضادة في بداية عقد الثمانينيات من القرن المنصرم. ولعب تأميم النفط بوصفه خطاً فاصلاً بين الشاه وبلاطه وحاشيته والقوى الخارجية (الدينية والشيوعية والقومية). وعكس الصراع على تأمين النفط، وأبرز معركة سياسية يمكن تحديد سوابقها في الثورة الإيرانية المجهضة لعامي (19051906). وإذا كان تمرد عام (1905) شكل المرحلة الأولى من المعركة القومية، فإن اضطرابات عام (1952) شكلت المرحلة الثانية. وبين المرحلتين ظهرت العسكرتاريا الإيرانية وعلى رأسها رضا شاه بهلوي، الذي أرسى النظام النهائي. لم يتقبل رجال الدين الإيرانيون الثورة القومية العسكرية كما لم يتقبلوا الأسرة الملكية البهلوية رغم أن البعض منهم تكيف مع ذلك. قاد الدكتور مصدق المرحلة الثالثة من الثورة القومية الإيرانية وتسلم السلطة في عام (1951). وباتت الآن المعركة بين مصدق والقوميين من جانب والشاه وجيشه من جانب آخر، حامية الوطيس بالمعنيين الحرفي والمجازي، وفي الوسط كان الأجانب عالقين في صراع حاسم. إن تحليل الدكتور سبهر للصراع تحليل بارع ومفصل ولافت. وقدم تصويره للانقلاب على مصدق وسقوطه، بوضوح ودقة وغلب فيه العنصر الدرامي. لقد جاء بحثه بالقصة الحقيقية لظاهرة مصدق التي انتهت بإيقاظ القوى القومية.