تحميل كتاب تراب الغريب pdf
الكاتب: هزّاع البراري
التقييم:3.85
تراب الغريب .. مقاومة الموت بالكتابة ..
حسين نشوان
الرأي
10-Aug-2007
قول نيتشه نحن لا نتحرر إلاّ من خلال التذكر ، ويقول مصطفى الحلاج أظن أننا لن نتحرر إلاّ بالموت . هاتان المقولتان ترتبطان مع فكرة رواية الغريب لهزاع البراري، بمسافتين بعيدة، وقريبة. بعيدة بسبب أن كلا القائلين أصبح في الحياة الأخرى، إلا أن مقولتيهما ما تزالان على ألسنتنا، وتخلدان صاحبيهما. وقريبة لأن الفكرة المطروحة تم فيها الربط بين الموت، الحرية، والكتابة.
تطلق تراب الغريب للغةِ دورَ البطولة، بوعي يستند إلى ميثيولوجا خلود الكلمة، لتكون الرواية كتابة ضد الكتابة، كتابة الخلود في مواجهة التشظي والتمزق والاستلاب. وتتناول هذه القراءة علاقة المتلقي بلغة الكاتب، وعلاقة الراوي بالكون (حسب رولان بارت).
تبدأ الرواية بلقاء بين اثنين امرأة ورجل، يستعيدان ذكرياتهما عن الحياة. اثنان يلتقيان في العالم الآخر في رحلة تتناول فكرة الموت كظاهرة وجودية، وظاهرة مركزية في الحياة تستدعي كل الظواهر الأخرى.. لكن تراب الغريب ليست رواية عن الموت، إنما هي روايته. ويجعلنا هذا نتوقف أمام مفهوم السرد، وانعطافته في الرواية، التي لم تتوقف عند فكرة توالدات اللغة، بل ذهبت إلى تداعيات الموت بوصفه سردية ناتجة عن مأزق الحياة نفسها، التي تجعل من اللغة كائناً في مواجهة ذاته، أي اللغة ضد اللغة.
وهذه ليست فذلكة كلامية، بل هي الحالة التي عرّف بها ماكس مويلر الأسطورةَ بوصفها مرض اللغة الناتج عن قلق الإنسان المعاصر، وخوفه واستلابه، الذي يعيد في أعماقه حنيناً للذهاب إلى مجاهل الميثيولوجيا. وتقوم رواية تراب الغريب على مثل هذا الارتحال في ميثيولوجيا الموت، التي لا يمكن دراستها وفق أدوات الدرس النقدي الكلاسيكي، بتحليل الشخصيات والزمان والمكان واللغة وأنماط الحكي والتقنيات، على أهمية ذلك، بل تحتاج إلى تتبع الإشارات والعلامات التي تتموضع في النص كمفاصل لحركة الحدث واتجاهاته (أي التمييز بين الخطاب الروائي والجملة اللغوية الذي أطلقت عليه يمنى العيد وصف المقولات ) التي تكون بمثابة المفاتيح التي تشرع الأبواب للتنقل في المعمار السردي.
إن أهمية الدرس النقدي تكمن ليس في طرح الأسئلة حول توظيفات مفردات البناء السردي، حسب، وإنما في الكيفية التي تم فيها هذا البناء، فهو سؤال يتجاوز الماذا إلى الكيف. وفي هذا السياق فإن قراءة العلامات يمكن أن تفسر التفاعلات اللغوية والتقاطعات والعلاقات التي أنتجت حركية النص، وما تنطوي عليه من رموز ودلالات لانهائية تثري البناء الجمالي للرواية.
ومن المهم التعجيل بالقول إن تراب الغريب لا تقوم بشكل أساس على الحكاية (الحدوتة)، وإنما تتذرع بها لمعاينة سؤال الموت، وهو سؤال ينطوي على عالم افتراضي يقترح لغته وشخصياته وأزمانه وتقنياته،.. وتكون هذه الأبنية متضمنة في وعاء اللغة وعلاماتها ورموزها.
علاقة الكاتب بالعالم
أول هذه العلامات الإشارات، هو العنوان الذي يمثل العتبة الأولى للنص، فالتراب هو أحد العناصر الأولى لتفسير نشأة الحياة، فالإنسان خُلق من تراب، ويعود تراباً.. ويتصل التراب بالمزاج النفسي، فالإنسان الترابي يميل إلى التأمل والعمق، والتراب ذو طبيعة أو هيئة دنيوية. والتراب ليس مكاناً، وإنما هو أثر لمجهول (مركب بالمعنى الفيزيائي)، والأثر ليس بالضرورة أن يكون ذاتاً، بل هو شيء يقع في دائرة الاحتمال.
وعندما يقترن الشيء ب الغريب فإنه يشير إلى وجود ناقص أو عابر، والعنوان في كليته هو جملة من الاحتمالات المتاهات للذهاب وراء الأثر وفق مغامرة لا تنتظر الإجابة أو الحل، وإنما تسعى إلى تعميق الأسئلة.
وليس التساؤل الذي يُطرح هنا هو ما إذا كنا اليوم نفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل، وإنما هل وصلنا إلى منطلقات أفضل للتساؤل حول هذه الظاهرة.. وهو فهم يوضع كرصيد في خدمة الحياة. إنه رصيد يوضع في خدمة الرواية الفن، كما يرى جاك شورون. إلا أن هذه الأسئلة لا تختلف عن لعبة المشي على الحبال، وتنطوي على مخاطرة كبيرة، تقتضي معها المواجهة واللعب مع الموت.
و تراب الغريب لا تتعامل مع الموت بوصفه غياباً، وإنما في كونه حضوراً طاغياً، يتعدد في أشكاله ومسمياته، فالراوي أرضنَ الظاهرة، ولم يكن بحاجة إلى الرحلة التي قام بها دانتي ، بل صور الحياة في جوانبها المأساوية التي تقع بين خطي الولادة الموت، وتمثل سلسلة من الانفصالات التي تتجلى في العزلة، السفر، الغربة، الوحدة، الصمت، الفراغ، القهر والفقد..
فالموت ليس هو القاسي، وإنما هو الغربة والنسيان، وتكونُ الكتابةُ بهذا المعنى مقاومة للموت، على حد تعبير ماركيز.. و تراب الغريب هو ما يتطاير من أثر الريح لإعادة موضعة السؤال في حضن اللغة التي وصفها الفارابي بأنها مثوى الوجود .
وفي تراب الغريب يبدو الموت كسؤال غائب، يسقط على رأس الإنسان كتفاحة نيوتن، الذي اكتشف من خلالها ظاهرة الجاذبية، ليغدو الموت ليس سراً، وإنما أداة للكشف والبوح والمعرفة لحالاته التي تعشعش في حيواتنا بصور متعددة.
تبدأ الرواية بحوار صادم - وهل هناك ما هو أكثر صدمة من الموت؟ تقول بطلة الرواية في كلمتها الاولى هذا قبري . تبدأ من المكان الذي يحتمل معنى الإقامة، وكأنها تقول هذا بيتي ، أو هذا عالمي بكل ما فيه من تفاصيل وذكريات وأحلام.. وأحزان . إذاً، هو سؤال الموت الذي تؤرقه الحياة التي لا فكاك منها. وكلما أمعن الإنسان بالأسئلة، تعيده المتاهة إلى المربع الأول، إلى التراب..
هذه المقدمة يمكن أن تفسر خطاب الرواية الذي يقوم على مجموعة من القصص المتقاطعة والمتوازية، أو المتداخلة والمتشظية (هيئة القص)، ويمكن أن تفسر أيضاً بنيتها الدائرية التي تتساوى فيها البداية والنهاية (زمن القص)، وميلها إلى اللغة التعبيرية التصويرية، التي لا تنفصل عن المناخات الاجتماعية الممزقة، والأماكن المتباعدة، والأحداث المأساوية التي أنتجت الرواية المعاصرة (نمط القص). وهو ما يوضحه الراوي أتعمد ترك الفوضى، الفوضى لغة عندما تعجز عن فعل شيء .
ومن جهة أخرى، تكشف عن تقنيات السينما التي تعتمد على التقطيع والمونتاج، غير أن الأهم من ذلك هو التقاؤها بفكرة الموت الغياب، كذريعة لمعرفة الوجود الذي أصبح جزءاً من الأسئلة المحورية للرواية المعاصرة التي تعيد سردية العصر أسطورته بحلول جماليةٍ لمقاومة الاستلاب والهزائم، ومواجهة الموت الذي يتفشى في الحياة، كما تقول بطلة الرواية (مريم).
القسوة ليست في الموت.. القسوة أن تسجن روحك في مدفن قصي وموحش.. تعيش موتك هكذا غريباً كريهاً، بعيداً حتى عن الذاكرة. إنني محمية تماماً.. ما عشت من حياة سابقة ما هي إلا صورة من وجودي أسفل هذه الحجارة (ص 14).
إن ما كان يقصده نيتشه بالقول نحن لا نتحرر إلا من خلال التذكر ، لا يختلف بحال عن القول إننا نتحرر من خلال الروي، لمواجهة المحو في الموت، والحياة. ولم يبق السؤال الذي ألقت به إحدى بطلات الرواية (مريم) معلقاً في الفضاء، بل وجد أرضاً خصبة لشخصية أخرى في الرواية (صفاء) التي قال لها الراوي الكتابة نوع من الحياة (ص 17). إننا نتحدث عن ذلك ونحن نستعيد أثر جلجامش، وكأنه يعيش بيننا اليوم بما خط على الرقاع الطينية، وربما يكون من خلال الكتابة قد حقق الخلود الذي سعى إليه، ولم تكن الأفعى والعشبة والبئر سوى مشوّقات لفن القص السرد، في ملحمة وادي الرافدين..
إن قضية الموت والحياة تستدعي الواقعَ والكتابة، وتستدعي أدوات التعبير بين الرواية والشعر والصحافة.. فالراوي لا يميز بين الحياة والموت، وإنما أيضاً بين الكتابة والكتابة.. فهو يقول في حوارية مع نفسه الصحافة كحرب الاستنزاف، تمتص كل شيء فينا حتى دمنا، ولا تمنحنا ما يستحق المباهاة (ص 18). ويقول له صديقه الشاعر أنت أفاق، فيك مكر الرواية وخبث الروائيين، أنت لا تكتب عن ثريا.. أنت تكتب موتي . ويستدرك الشاعر يا صديقي.. أنا متُّ كثيراً.. ألم تقرأ قصائدي؟ إنها نعوشي (ص 20). ويجيبه الراوي الفرق يا عماد أن ثريا تمتلك كل شيء.. الحياة الموت والسر، هي تكتب ما تريد (ص 21). فيقول له عماد أصبحت تعيش الرواية، ما أشقاك. سيأتي يوم أخرج فيه من قبري وأسير إلى جانبك،.. وقبل أن أموت ذلك الموت، سأترك لك بعض القصائد لتضمّنها في كتابك حين أصبح إحدى شخصياتك (ص 21).
هذه الحواريات والتداعيات والمونولوجيات المبكرة (في الصفحات الأولى من الرواية)، تشير إلى علاقات الكاتب مع العالم، التي جسدها في عدد من الشخصيات المكتملة.. شخصيات مأساوية تعاني من الغربة والهزيمة، والاستسلام، وشقاء المعرفة. وهي حواريات تعاين محيطها من خلال مقاربات تجريدية تتصل بالقضايا الكبرى، كالحقيقة، الأسطورة، الموت، الآخر، الفن، النقد، الحرب، المدن، الكشف عن الواقع في جانبه السياسي والتاريخي، وكيفية التعبير عنه فنياً. وهي حواريات تمركز فكرة الموت، بوصفه نصاً قابلاً لتعدد القراءات، وهذا هو الفرق بين الواقعة والرواية أن الأولى ثابتة، والثانية متعددة.
ويقول أيوب (أحد شخوص الرواية) القبر مثل العنوان.. وكل شيء يتغير، الفرق بين الواقع والأسطورة، هو كالفرق بين القراءة الصحيحة والقراءة الخاطئة.. ما هو متروك على الصخرة الآن أسطورة، إذا فككت رموزها بشكل صحيح ستكون واقعاً (ص 23). ويستدرك الأسطورة ليس لها زمن.. ومن يحق له إيقاظ المخيلة الجماعية؟ حتى العولمة لها أسطورتها (ص21).
إن ما يؤكد مركزية الموت، أنه الحقيقة التي تمايز بين الواقع والمتخيل، فالحياة تشبه المدن تخلط كل شيء (ص 35)، والموت لا ينهي كل شيء ، فيقول الراوي لهذا أكتب ليكون موتهم كاملاً (ص 36)، ويتابع في مكان آخر على لسان عصمت الموت لا يخص الموتى وحدهم، إنه جزء من حياتنا، كما هي الحياة جزء من موتنا (ص 39).
ما سبق يمكن أن يجيب عن السؤال الأول الذي يتصل بعلاقة الكاتب بالعالم، ووعيه بتحولاته، والأسئلة التي يطرحها للإجابة عن معنى الشقاء الإنساني في غربته وحروبه التي يصنعها بيده.
لغة الكاتب
أما السؤال الثاني فتجيب عنه العلاقة بلغة الكاتب، وكيف كتبها، واهتمامه بوظائف الحكي والدلالة التي يتشبع فيها كل عنصر من عناصر القص، والمتعة التي تحققها للمتلقي. ونعود هنا إلى مفردات الدرس النقدي الذي يتصل بالبناء الفني لجهة اللغة، والشخصيات والمكان والزمان، فاللغة لم تكن مجرد وسيلة اتصال، بل كائناً حياً عوض عن ثبات الشخصيات، أو ظهورها المفاجئ، بعلاقات لغوية تنمو باللغة وتكون نتاجها، وكانت الشخصيات تتناسل من اللغة وضرورتها، وليس بدواعي الحكاية وتطورها، فالبحث في فكرة الأسطورة هو الذي استولد شخصية أيوب بكامل نموها وحكمتها، أيوب الذي غُيب أيضاً ليذوب كما الملح، وتبقى اللغة مدركة لوظيفتها البنيوية لربط عناصر القص، فتتحول للتعبير عن تشظي المكان بتعدد اللهجات ومستويات الحكي، بين لبنان والأردن وفلسطين والكويت..
وتعدد الأنماط بين اللغة الجنائزية وخفوت صوتها، وعظمتها، ولغة التهكم وتأويلاتها، والتشكيلات الاجتماعية ومفرداتها ولهجاتها. وتستعير اللغة رمزياً حركة الزمان وخطوطه من خلال الموت والحياة وتداعي الذكريات والأحلام للإفصاح عن أشكاله الاستعادية والاسترجاعية والمتوازية، والتتابعية، والسينمائية التي تجعل من الحدث لحظة معاصرة، وتجعل من الموت كائناً يعيش مع كل لحظات الإنسان وأمكنته وعزيت أحلامي بأنني ذات يوم سأكتب رواية.. وربما بعدها سأموت سريعاً لتأخذ مكاني في حياة لم أكملها، لأن الحياة لا تكتمل إلا بالموت .
إن فكرة غياب الحكاية، أو انشراخ الحكاية وتشظي الأماكن، وتجريد الفكرة، قد وضع الثقل على عاتق اللغة لاختبار طاقتها أمام امتحان الموت، بوصفها شارات تنطوي على رموز يمكن أن تحقق الحياة في الموت، كما يقول سيجموند فرويد، فالفن بما يمتلك من قدرة رمزية (وهذا ينطبق على اللغة) يستطيع أن يحقق الحياة في الموت، والموت في الحياة.
إن الطريقة التي نكتب بها هي التي تؤكد ليس وجودنا، حسب، وإنما شكل هذا الوجود كما يقول الراوي قصتي ليست محزنة، لكن تذكرها يجعلها كذلك (ص 44)، وفي الصفحة نفسها يقول نحن نكتب ذاكرة ما، ولكن لا ذكريات في الكتابة.. غير أن التشوه في علاقاتنا لا يمكن لكتابة متعقلة أن تستوعبه، فالعلاقة التي انحرفت عن مسارها والتي فرقتك عن أمك.. إنها شيء يشبه الهذيان (ص 44).
ويضيف غموض اللغة طاقة جديدة لاكتشاف المأساة والصدمات والخيبات والمتاهات التي يعيشها الإنسان إنه ضياعنا في الزمان والمكان.. تختلط الأشياء مثل امتزاج الميت بالتراب، والكلام بالفراغ، العلاقة هنا .. أنت تبحث عن قبر الميت، وأنا أبحث عن قبر.. الحلقات المفرغة التي تتركها النهاية هي ما يشقينا.. ليس الموت (ص 73). ويتساءل هل عرفت أية لغة غامضة نكتب هذا العصر؟ (ص 77)، ويجيب عن ذلك الحكي مثل الروح (ص 88)، لتكون الكتابة استعادة ميثيولوجية لأثر المكان الذي تتردد فيه أصوات الغياب وآثار الراحلين، باستبدال الكلام بالجسد، بما تشير إليه الميثيولوجيا الدينية هذه المرأة علمتني أن الموت خدعة، إنه كالسفر، غياب عن العين فقط، لكنه لا يمنعهم من العيش والنمو والبوح بالأسرار، عندما تحب شخصاً، فإنه لا يمكن أن يموت أبداً، وهذا سر الخلود (ص 89).
ويوضح الراوي مغامرته اللغوية بمنهجية جدلية تقوم على تفاعل المتضادات لاقتراح شيء مختلف في صفاته، وهي جدلية تقوم على شعرنة فكرة الموت إنني أعمل مقاربة بين الشعر والحلم، فكلاهما يذيع من ذات المنطقة المنهجية، فإذا تطابقت الدلالة اللونية، بالتأكيد سيأخذني هذا إلى شيء جديد ، ليقول على لسان إحدى بطلات الرواية بعد أن أتقنت الكتابة لم أتعلم ذلك أبداً، لكنه الموت.. الموت يجعلنا أشخاصاً يتشبثون بأجزاء من بواطننا لم ندركها من قبل (ص 194).
إن العالم الذي تسلل إليه هزاع البراري في تراب الغريب يشكل قفزة مهمة على صعيد التجربة الروائية الأردنية والعربية لجهة الأسئلة التي حملتها الرواية من خلال مركزة ظاهرة الموت التي تلقي بظلالها على الإنسان والمكان، وتضعها في خدمة الرواية والفن والكتابة، ولجهة اللغة التي لم تكن مجرد توالدت سردية، حسب، وإنما انفجارات، وجدل في مكونات الجملة أنا لا أكتب خارجي.. الكتابة انفجار (ص 131).. الجملة التي تهدم العالم وتُحرر الإنسان بالكتابة التي تقاوم النسيان.
وختاماً أستعير قول الراوي الموتى يمسكون أسرارهم حتى النهاية، لو خرجوا وتكلموا ساعة واحدة، ماذا سيحدث للعالم؟ (ص 153)، وأظن أن هزاع البراري في تراب الغريب وضع أمامنا الكثير من الأسئلة التي كانت تسقط على رؤوسنا من دون أن نلتفت إلى جاذبية الأرض بالمعنيين الفيزيائي والشعري، التي ابتلعت الكثير ممن رحلوا.. من دون أن يتموا حكاياتهم.
* كاتب أردني