الكاتب: أحمد بهجت
التقييم:3.41
تاريخ النشر: 1999
لم أكن قد اخترت اسم الكتاب بعد , و لا فكرت أن أكتب له مقدمة ..<br /><br />و أصعب شيء عندي هو تسمية الأشياء و الحكم عليها, إنني أحب أن ألعب دور المجامي أكثر من دور القاضي, إن الحكم علي الناس مسئولية مرهقة, إلي جوار أنه ظلم فاجع لأن الإنسان لا يعرف حقيقة النوايا, و بالتالي فإن حكمه مقصور علي الوقائع, من المهام الصعبة علي نفسي أيضا كتابة مقدمات للكتب .. فهذه المقدمات تكون عادة إطراء للكتاب, و هذا الإطراء إذا كان جائزا بين الكاتب و الآخرين من زملائه, فإنه لا يجوز بالنسبة للكاتب و مؤلفاته ..<br /><br />و المفروض أن يغني الكتاب بذاته عن أي مقدمة له, و لقد درج بعض الكتاب علي أن يحدثونا في مقدمة كتبهم عن الجهد الذي بذلوه خلال تدبيج الكتاب و كيف كانوا يكتبون بدمهم و أعصابهم و عقولهم ..<br /><br />بالنسبة لي لا أستطيع الزعم أن هذا الكتاب قد كتب مثلا بالدم أو بعصارة العقل ..<br /><br />إنني لا أكتب بأعصابي و دمي, و إنما أكتب بقلم من الرصاص لا يزيد ثمنه علي جنيه أو جنيهين .. و أحاول حين أكتب أن أتجنب الإنفعال و الغضب ..<br /><br />و ربما كنت غاضبا و ثائرا من موقف ما, و لكنني حين أتعرض لهذا الموقف أحاول قدر الطاقة أن أكون محايدا, و موضوعيا, و حريصا علي معرفة الرأي الآخر و عدم نفي حامله أو اعتباره غير موجود..<br /><br />و الكتاب تأملات في الحب و الحياة و أحيانا في السياسية ..<br /><br />و قد آثرت جمعها للقاريء المصري في كتاب اليوم .. و هو كتاب له قيمته و له شعبيته معا.
