تحميل كتاب بالبلدي الفصيح pdf

تحميل كتاب بالبلدي الفصيح pdf

الكاتب: Aziz Hamza

التقييم:3.31

تاريخ النشر: 2013
Goodreads

تميزت الأسرة الحجازية على مر العصور بترابطها وإهتمامها بجميع أفرادها، وحوى هذا الترابط والإهتمام كل أفراد العائلة الكبيرة ليصل إلى أبعد أطراف العلاقات العائلية ليوسع دائرة التواصل والإهتمام بين جميع الأقارب والأرحام، وهذا ما جعل من العلاقات الأسرية والإجتماعية في منطقة الحجازية نمط خاص ومتفرد بها وقديم قدم الجزيرة العربية.

ومن خلال هذه المجموعة القصصية الساخرة والتي تلقي الضوء على صور متعددة نقدية وإجتماعية وعبر مواقف ساخرة حوارية باللهجة الحجازية العفوية، لإظهار العبر والرسائل الضمنية الأسرية والتربوية في كل قصة يفوح منها عبق الماضي ببساطته وأصالته.

وحتى نقارن بين القديم والمعاصر في زمن قلبت فيه الكثير من الموازين وتغيرت فيه العديد من أشكال العلاقات الإنسانية والممارسات الإجتماعية، واللهجة العامية (الحجازية) لهجة تزخر بالمفردات الساخرة من جهة وتعكس بوضوح المواقف الروائية الدرامية والساخرة من جهة أخرى، ولسهولة فهمها وعمق وقع معانيها في العقل والقلب.
—————————————-
تمهيد الدكتورة سمية شرف

إن الترابط الذي ينعم به أبناء الأسر الحجازية، هو ترابط ملحوظ من نسق التربية الأسرية التي نشؤا عليها، والتي غرست داخلهم العديد من القيم والمعاني والأخلاقيات المثالية والمنبثقة من أصالة الدين الإسلامي و روحانيته وتراثه الماضي وعبقه الجميل.
ولا نُلام إن كنا مِن مَن أشاد بالقصص الحجازية لما حوته من تجربة وحنكة وعبره، فتميز مكانة الحجازيين التأريخية والجغرافية جعلتهم يكتسون بطابع العراقة القديمة والأصالة التي لا تعرف الإنتهاء. أما القصص فهو ديدنهم الذي أحترفوا فيه تأليفاً وروايةً وحكمة.

(بالبلدي الفصيح) مجموعة قصصة حجازية ساخرة تأتي لتروي الحقائق والمشاهد التي كانت ومازالت سائدة في حياة الأسر الحجازية وغيرها، و يحكي سياقها عن قيم جميلة قد تكون باقية أو ربما أندثر بعضها نتيجة للحراك التكنولوجي الذي ساد العالم بأسره.
ولم تخرج تلك القصص في إطارها العام عن المشكلات التي تسود البيوت، أو ربما تسود العقول، أو تشوب في النفوس، وهذا وقد جاءت الشخصيات لتشكل سلسلة واقعية صادقة لمجموعة من الأفراد الذين نصادفهم يومياً هنا أو هناك، والذين يحافظون على نمط شخصياتهم الغريبة على الرغم من نقدنا الهادف و المستمر لها.

وقد تفرد القلم البديع للأستاذ عبد العزيز حمزه في سرد قصص (بالبلدي الفصيح) في أسلوب حواري شيق وجذاب، وفي تعمد لإظهار بعض المصطلحات الحجازية الدارجة والتي يفهمها جيدا كل من نشأ في الحجاز وأحبها وعشق أهلها، وما هذه إلا لفته ضمنية لتعميق التراث اللغوي كأحد ركائز التراث الحجازي التي لا يمكن تجاهلها أو المرور عليها دون الوقوف على جميل تفاصيلها و روعة منطوقها.
هذا وإن التنقلات الرشيقة لأحداث القصص ما بين قصير غير ممل و طويل غير مخل جعل لكل قصة مظهر شيق يبدو عليها من كلماتها الأولى ثم يختمها بطريقة حضارية جميلة تتجسد في مشهد أو حكمة أو عبرة يلخص فيها مضمون ما تم التطرق إليه بشيء من الإيجاز المعبر.

إن قرأتي لقصص (بالبلدي الفصيح) جعلتني أتلمس محكات القصة الاجتماعية التي جمعت بين روح الماضي و حداثة الحاضر، حيث لها قالب متجدد ممزوج بعبق حجازي ساخر و هادف، مثل هذه القصص حتماً ستكون عنصر جذب لكل من أراد أن يرى الماضي بعين مخضرمة و بأسلوب حديث.
يبقى لي أن أتقدم بالشكر الجزيل للكاتب الراقي الذي منحني شرف التهميد لهذا الكتاب الشيق والذي أجدة منفرد بنكهته بين كتب القصص والرواية في عصرنا الحالي.. متمنية له دوام التألق والسداد..
وفي الختام (بالبلدي الفصيح) قصة كان يا ما كان بلغة عصرية… (لا تفوتكم)

الدكتورة سمية بنت عزت شرف
الإستشارية النفسية والإجتماعية والمحاضرة بعلم الصحة النفسية
جامعة أم القرى