تحميل كتاب الهوى المصري في خيال المغاربة pdf
الكاتب: محمد مشبال
التقييم:4.00
طبعة ثانية من كتاب “ الهوى المصري في المخيلة المغربية، قراءات في السرد المغربي الحديث”
يرصد الكاتب المغربي كيف “كان” الهوى المصري والثقافة والفنون المصرية تمثل سطوة على وعي المغاربة ووجدانهم، نموذجًا أعلى للإبداع في كل مناحي الحياة؛ لم ينشأ ذلك عن احتكاك مباشر بين الشعبين، ولكنه كان نتيجة للصّور والتمثّلات التي ترسبت في الوعي والوجدان، لما كان ينتجه المصريون من أفلام ومسلسلات وأغان وأعمال أدبية وفكرية ودينية تستحوذ على الألباب، ولما كانوا يصدّرونه للعالم العربي من أساتذة أفذاذ في حقول شتى من المعرفة العلمية والأدبية والفنية.. ولم يكن غريبًا بعد هذا أن يتطلّع جيل من المثقفين وطلاّب الدين والفنانين المغاربة للدراسة في أمّ الدنيا منذ فترة مبكّرة؛ فلعلّهم بعد عودتهم للدّيار يكونون قد أخذوا قبسًا من نور المصريين المنتشر في الآفاق.
هذا كتاب في المحبة، في الهوى المصري، كما تجلى في أربعة أعمال لأربعة كتاب مغاربة ينتمون لأربعة أجيال، تمثل أطوارًا زمنية مختلفة في العلاقة التاريخية والوجدانية التي ربطت الإنسان المغربي بمصر والثقافة المصرية، وهم عبد الكريم غلاب في كتابه “القاهرة تبوح بأسرارها” في الأربعينيات، ومحمد برادة في روايته “مثل صيف لن يتكرر” في فترة الخمسينيات، ومحمد أنقار في رواية “المصري” عن فترة الستينيات وما بعده، ورشيد يحياوي في كتابه “القاهرة الأخرى” عن الثمانينيات.
ويرى مشبال أن هذه المراحل الزمنية تعكس تاريخ العلاقة الثقافية والوجدانية التي ربطت الإنسان المغربي بمصر. كما أنه يتباين أصحاب هذه الأعمال في الرؤية والأسلوب؛ فعبد الكريم غلاب ينتمي إلى المدرسة الكلاسية في السرد الأدبي المغربي، بينما ينتمي محمد برادة ورشيد يحياوي إلى تيار التحديث في الكتابة السردية، أما محمد أنقار فيبدو أنه نحت لنفسه أسلوبًا متميزًا يستفيد من أساليب السرد الحديثة ويحتفظ في الوقت نفسه بكثير من ملامح السرد الكلاسي الرائع.
ويقول في مقدمة الكتاب أردت أن أستوقف القارئ المغربي إزاء حقيقة تاريخية وثقافية؛ وهي أن الهوى المصري يشكل جزءًا من كيانه الثقافي ومخيلته ووجدانه. وقد آن الأوان لكي يتدبر المثقف المغربي مختلف صيغ التواصل الكائنة والممكنة بين الثقافتين المغربية والمصرية، بعيدًا عن أخلاقيات الإقصاء والتعالي واللامبالاة.