تحميل كتاب النظرية النقدية مدرسة فرانكفورت pdf

تحميل كتاب النظرية النقدية مدرسة فرانكفورت pdf

الكاتب: Alan How

التقييم:3.90

تاريخ النشر: 2010
Goodreads

يرصد (آلن هاو) في كتابه النظرية النقدية (مدرسة فرانكفورت) ترجمة ثائر ديب هذه النظرية، منذ إطلاق التسمية عليها عام 1923. في معهد البحث الاجتماعي في مدينة فرانكفورت الألمانية، باعتبارها إرثا فكرياً لما تزل تجاذباته تطال المشهد الفكري في أوروبا الغربية وأميركا. تعتبر النظرية النقدية طرحاً جاداً لمقولات مغايرة، تتحدَّى مدارس واتجاهات فكرية ذات رسوخ في القرن العشرين كالوجودية والوضعية، وما بعد الحداثية، وأبعد من ذلك، ورغم ما قد يفهم من النظرية النقدية، أنها تتبنى إلى حد كبير وجهة نظر ماركسية، إلا أنها تستغني عن شيء ليس بيسير من أفكار ماركس التي وجدت إشكالية بينما تمسَّكت بما اعتبرته فكراً يرتقي بنظرة الإنسان للعالم.
‏تمخضت النظرية النقدية، في مراحلها الأولى، عن الحاجة الماسة إلى وجود مفاهيم تقر بالفاعلية، التي هي أعمق من انعكاس للشروط الاقتصادية الموضوعية. وفي ضوء الحاجة إلى توليد هذه المفاهيم، تأسس معهد البحث الاجتماعي المذكور بإدارة بروفسور نمساوي في الاقتصاد السياسي هو الماركسي (كارل غرونبرغ) الذي كان ذا نظرة وصفية استقرائية تعتقد أن المعرفة الفعلية صحيحة على نحو كوني شامل لأنها تقوم على الرصد النزيه للوقائع بصرف النظر عن أصلها الاجتماعي ـ التاريخي، ولا تقوم على التأمل. جاء بعده (هوركهايمر) أستاذ الفلسفة الاجتماعية الذي ارتأى أن النظرية النقدية تفتح إمكانية البحث الواقعي الذي يتحقق بتفحص الصلات المتبادلة بين القوى الاقتصادية المحددة، والأفكار والبنى النفسية، وفي هذا المنحى أشار هوركهايمر إلى أن مهمة النظرية النقدية الأساسية تتمثل في ربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية ذات التوجه الوصفي، كما ربط بين المبادئ المنهجية الديالكتيكية والأهداف السياسية الماركسية. ‏الهنغاري (جورج لوكاش) أحد المنظرين النقديين أولى البروليتاريا أهمية كبرى، فقال إن البروليتاريا هي ذات التاريخ وموضوعه، كما عني بالعلاقة بين النظرية والممارسة ولكنه كغيره من المنظرين أبدى حيال ذلك قدراً من البرود.
‏أما (هابرماز) كمنظّر، فقد سعى إلى توضيح العلاقة بين النظرية والممارسة، بإجرائه نوعاً من القياس بين النظرية النقدية والتحليل النفسي وأشار إلى أن ماركس ولوكاش لا يعطيان الممارسة حقها، إذ نظر كلاهما إلى الممارسة على أنها تنبع من النظرية على نحو سلس خال من المشكلات، فإن لم يكن كذلك كانت الممارسة خاطئة.
اهتمت النظرية النقدية بالكيفية التي غدت الأشياء على النحو الذي هي عليه، وما يمكن أن تغدو عليه في المستقبل،
وربطت بين الأفكار الهيغلية والإلحاح الماركسي على طبيعة الوجود المادية وهو ما جلب للنظرية النقدية صفة (النقدية)، كما اتجهت إلى أن التأمل عنصر حيوي من عناصر العقل، وربطت بين العقل والحرية، إذ وصفا من خلال أدبيات هذه النظرية على أنهما متعالقان على نحو ديالكيتكي، والديالكتيكية هنا ليست مجرد أشكال من الفكر أو السجال تستكشف الصلات بين الأضداد، من أجل إيجاد حالة ثالثة تجمع بين فكرتين متضادتين، لكنها تتعالى عليهما، بل وسَّع المنظرون النقديون مفهومها، بحسب هيغل وماركس لتشتمل على الطريقة التي تتصل بها الأضداد التاريخية فيما بينها، وتدفع التاريخ قدما.. ‏
من زاوية علم النفس الاجتماعي، اعتمدت النظرية النقدية على أعمال (اريك فروم) وفكرته قائمة على أن ثمة تكاملا ضرورياً بين النظرية التحليلية النفسية (الفرويدية) والنظرية الماركسية.
وفي مجال الاقتصاد السياسي كان أبرز أعمال النظرية ما طرحه (فريدريك بولوك) إذ كشف ما رآه سمات أساسية تميز شكلا جديداً بازغاً من تنظيم الدولة المجتمعي،
ومن جهة الثقافة كان التشاؤم يسيطر على الموقف، إذ كانت النظرية النقدية قد اهتمت بترابط الأشياء الداخلي، ووحدتها الديالكتيكية ضمن الكلية، فوجد إبان ذلك ما هو أشبه بالاستماتة في الدفاع عن الفرد، في وجه الكليات الرديئة، ورداءة هذه الكليات نظرياً، تحققت من خلال نوع من الوحدة الزائفة التي وجدت بين الفرد والمجتمع، والتماهي الكاذب بينهما، إذ انصبَّت انتقادات المنظرين النقديين للكلية تلك ضد عالم الثقافة الجماهيري التلاعبي. ‏